178 يوماً من العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.. فيما لا تزال المطالب بإنهاء المجاعة، هي الأبرز والمتجددة في الوضع الإنساني الرديء، والذي يزداد سوءاً، في وقت يواجه أكثر من 2.2 مليون فلسطيني مضاعفات المجاعة والتغذية في القطاع.
ما يدخل من مساعدات لا يمثل نقطة من بحر ما يحتاجه سكان القطاع، فمعظم مواد المساعدات- إن سمح لها بالدخول- فهي طحين وبعض المعلبات التي تفتقد إلى الفوائد الغذائية وبعض الفيتامينات، وهي سبب في سوء التغذية وفقر الدم، وبالتالي سيشهد الوضع الإنساني والصحي مزيداً من التدهور وفقدان الأشخاص بسبب نقص التغذية والمجاعة.
بحسب المتحدث باسم اليونيسيف فإن “إسرائيل” تتحمل مسؤولية قانونية للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وأطفال غزة ينامون وهم يعتقدون أنهم سيموتون فوق أسرّتهم وسط القتال في القطاع.
ما يؤكده مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من خلال حسابه على منصة إكس- قبل يومين، فإن آلاف المرضى محرومون من الرعاية الصحية، مع وجود عشرة مستشفيات فقط تعمل بشكل محدود في جميع أنحاء قطاع غزة، وأن نحو تسعة آلاف مريض بحاجة إلى نقلهم للخارج للحصول على خدمات طبية، منوهاً بضرورة إجلاء الكثير منهم، داعياً “إسرائيل” إلى تسريع الموافقات على عمليات الإجلاء حتى يمكن علاج المرضى ذوي الحالات الحرجة.
وفي وضع بات معظم المتبرعين بالدم للجرحى مصابين بفقر الدم وسوء التغذية، ما يتعذر تبرعهم بالدم المطلوب في المستشفيات لمعالجة الجرحى، وبالتالي فإن آلاف الجرحى يعانون من نقص الإمكانيات الطبية في ظل الأعداد الكبيرة للجرحى في ما تبقى من مستشفيات القطاع، وآلاف الجرحى في أقسام وردهات المستشفيات، والمئات ينتظرون الإذن بالسفر إلى خارج القطاع للعلاج، و”إسرائيل” تتحكم أمنياً في خروجهم من القطاع.
قد تشهد الأوضاع الإنسانية في غزة المزيد من التدهور في الفترة المقبلة، في وقت تستمر “إسرائيل” بارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، وتهيئ الظروف التي تقتل كل مقومات الحياة داخل غزة، وتقوم بالقتل العمد والتهجير القسري.. فهي لديها خطط استعمارية بتطهير عرقي يؤدي إلى طرد أصحاب الأرض والاستيلاء عليها.. فبات من الضروري جداً الوصول إلى هدنة إنسانية لحماية الفئات الأكثر ضعفاً، والسماح باتخاذ إجراءات أممية ودولية تجاه ما يحصل في قطاع غزة.