الارتباط العضوي والتاريخي بين همجية الولايات المتحدة الآميركية التي نشأت على سياسة ” رعاة البقر ” و القتل والإبادة الجماعية وبين كيان “مسخ” أمتهن جرائم قتل البشر وبقر بطون النساء وقتل الاطفال وشرب دمائهم على موائد الإرهاب الدولي المدعوم من قبل راس الأفعى “اميركا” بات واضحا للعالم كله.
الذي يجري في غزة اليوم من إرهاب لا يمكن فصله من حيث شكله و مضمونه عما تعرضت له سورية من قبل تنظيمات إرهابية متفقة بالفكر والسلوك مع ممارسات الكيان الإسرائيلي الذي يمارس الموبقات الإرهابية على كامل المشهد العربي و الإقليمي وسط صمت دولي مهين بحق الانسانية و القانون الدولي.
الساكت عن الحق شيطان أخرس وما صمت المجتمع الدولي و مجلس الأمن والكثير من الدول الخانعة للإملاءات الآميركية إلا موافقة علنية على تلك السياسة الأميركية والصهيونية في ممارسة القتل و الإبادة الجماعية بحق شعب فلسطيني مورس عليه الظلم وعلى من دعمه ورفض التخلي عن حقوقه رغم الضغوط الإرهابية بشقيها العسكري والاقتصادي.
إن قيام الكيان الإسرائيلي الغاصب بضرب منشآت مدنية من مطارات وقنصليات وبنى تحتية إنما يعبر في العمق عن إفلاس هذا الكيان ووصوله الى مرحلة الشعور بالخطر الوجودي.
من هنا تزداد الهمجية المجنونة واستخدام كافة الوسائل من اجل محاولة ان يستمر هذا الكيان “المسخ” والذي يحمل بذور فنائه بنفسه.
سورية التي تعرضت على مدى 13 عاماً من الإرهاب الدولي المتظم من قبل هذا الكيان الحليف التاريخي للمنظمات الإرهابية وبين الولايات المتحدة التي أنشأت هذه التنظيمات باعتراف قادتها لا يمكن ان تستمر وفق قواعد المنطق والصيرورة التاريخية للدول، ومخططات أميركا العنصرية والاستعمارية سقطت على أبواب دمشق على أكبر مخطط إرهابي شهده التاريخ وانسحاب هذا النصر على الساحات الأخرى في فلسطين ولبنان وإيران الذين يشكلون عصب محور المقاومة والذي بات قوة فاعلة على الأرض ولاعباً رئيسياً على الساحة الدولية.
قيام ” اسرائيل ” بضرب القتنصلية الإيرانية في سورية شكل اعتداء خطيراً في قواعد الاشتباك وهو يدل في العمق على التخبط و لجنون الذي يعاني منه هذا الكيان المبطن بالخوف الوجودي.
التفكير الإستراتيجي لا يأتي عبر ردات فعل اعتباطية .. و لن يسمح محور المقاومة لأميركا او الكيان الغاصب الذهاب الى المكان الذي يريدونه، فهذا المحور الذي تعلم و أتقن أساليب الصبر وانتقاء أهدافه بدقة وبطريقة احترافية مبنية على تحقيق الأهداف الإستراتيجية هو نفسه من يحدد ساحة المواجهة الفعلية والتي ستكون موجعة للأعدائه وداعميهم.