رسائل ودلالات الرد الإيراني على “إسرائيل”

خميس بن عبيد القطيطي – كاتب من سلطنة عمان:
سجل تاريخ 13 أبريل أحد أهم الضربات العسكرية التي تعرض لها كيان الاحتلال الصهيوني من حيث الأهمية الإستراتيجية باستهداف هذا الكيان المحتل عسكرياً وتأتي هذه الضربة لتسجل ثالث ضربة موجعة بعد حرب السادس أكتوبر 1973م في معركة العبور العظيمة وبعد السابع من أكتوبر 2023م في معركة طوفان الأقصى، ولاشك أن هذه الهجوم الجوي التي حدث عبر مئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية تجاوز الـ 300 بين مسيرات وصواريخ بالستية عابرة جاء رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال قائد فيلق القدس في سورية ولبنان وعدد من المستشارين والقادة العسكريين، وقد سجلت العملية ردود أفعال ومواقف مختلفة.
من أبرز الرسائل والدلالات السياسية للضربة الإيرانية أنها أكدت على أن الكيان الصهيوني ليس بمعزل عن الاستهداف من قبل الدول المحيطة وبالذات دول المقاومة، وأن أي اعتداء صهيوني سوف يقابله مستقبلاً ضربات متعددة الجبهات وهو ما جعل الولايات المتحدة تسارع بالضغط على تل أبيب بعدم الرد لمنع حدوث اتساع في المواجهة مع دول وأطراف متعددة قد تشعل حرباً عالمية ما يؤكد أن العالم فعلاً على صفيح ساخن وأن غبار المعارك في أي بقعة بالعالم لها تبعات خطيرة على الأمن والسلم الدولي عموماً.
من الرسائل التي سجلتها الضربة الإيرانية هشاشة البيت الصهيوني وأن ضربة واحدة مع ما سبقها من سيناريو وتحذيرات وفقدان المفاجأة فيها مع استخدام إيران لأجيال متوسطة من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية أحدثت مثل هذه المواجهة والذعر بين دول الغرب التي تصدت لها بتحالف دفاعي جوي ممثلاً في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى (إسرائيل) وهي غالباً الدول المشاركة في العدوان على غزة ولها سوابق تاريخية منذ 48م، و56م، و67م وقد نذرت نفسها لحماية كيان الاحتلال والحفاظ على أمنه ولكن إلى متى ستتوفر هذه الحماية الغربية، فإذا كانت هذه الضربة انبرت لها هذه الدول للتصدي لها فما بالك لو حدثت مواجهة متعددة الجبهات بقدرات صاروخية فرط صوتية وبشكل مباغت على كيان الاحتلال مستقبلاً؟
أبواق الغرب ارتفعت بإدانة الضربة الإيرانية في حين صمتت وخرست كل المنابر الغربية جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي أكمل 190 يوماً في انتهاك صارخ لكل القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية والدولية، وهذا الموقف الغربي يتكرر دائماً في دعمه للظلم والعدوان الصهيوني وليس بجديد بل كان مشاركاً في العدوان على غزة بدعم الكيان الصهيوني سياسياً وعسكرياً وهذا الموقف المزدوج الذي يمارسه الغرب في العلاقات الدولية أدى غالباً إلى إحداث خلل في السلم والأمن الدوليين وهو ما سيعود عليه لاحقاً وعلى العالم برمته.
الرد الإيراني للدفاع عن سيادة أراضيه والذود عن مصالحه يعتبر حقاً مشروعاً كفله القانون الدولي ووجه درساً للكيان الصهيوني وداعميه على أن يستعد الكيان لتلقي الضربة في حال الاعتداء على الدول المجاورة وأن أي حماقة يقوم بها كيان الاحتلال سيكون معرضاً لتوسيع دائرة المواجهة، وأن الثمن الذي سيدفعه سيكون كبيراً وسوف يعرض المنطقة عموماً إلى مزيد من التوترات ولايستبعد نشوب حرب كبرى بسبب ممارسات هذا الكيان المجرم.
* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر