لميس عودة:
لم يعد بإمكان نتنياهو الاختباء خلف أصابعه والتباهي بمقامرات التهور العدواني وإنكار إخفاقاته المتلاحقة، ولا حتى تلافي كوابيس الردود الموجعة التي تثير الهلع في نفوس الشارع الصهيوني، ولا يمكن لتورم عنجهيته التي ثقبها مخرز المقاومة أن يهدّئ من غليان هلعه من تغير معادلات المواجهة على اتساع رقعة الذود عن الحقوق والاستبسال في تلقين العدو دروس الردع الموجعة على تماديه العدواني وخرقه الاتفاقات الدولية، ما دامت يد المجتمع الأممي مشلولة وعاجزة عن بتر الذراع المتطاولة على القوانين الدولية ومنها اتفاقيات جنيف، فإن يد المقاومة طولى بالردود القاصمة والحازمة في آن معاً وتعرف كيف توجع المحتل في عقر قواعد إرهابه.
أكثر من ستة شهور ونتنياهو يتخبط في دوائر نار أشعل فتيلها لا يدري كيفية الخروج من مآزق هزائمه، فلا أهداف هجمته المسعورة على غزة حققت له انتصاراً، ولا أعاد أسرى كيانه الإرهابي رغم فائض الهمجية الوحشية التي صبها على الغزيين انتقاماً لغطرسة تمرغت في أوحال المهانة، الأمر الذي حشره في زاوية الاتهامات من أحزاب كيانه بفتح بوابات الجحيم على الصهاينة على مصراعيها.
أكثر من تعثر وسوء تخطيط عسكري والنظر بعيون زجاجية لواقع المتغيرات والقدرات المذهلة والتفوق النوعي في الأداء المقاوم لمحور يملك كل أدوات ثباته واستبساله، أكثر من ذلك حال نتنياهو وأركان حروبه العاجزين عن فك شيفرة قوة المحور، بل هو عمى استراتيجي من قاد ويقود الخطوات الإسرائيلية الرعناء إلى حتف مغامرات ترتد عليهم وبالاً وهزائم جديدة.
وسائل إعلام الاحتلال أقرت أن أمام الكيان الدموي واقعاً استراتيجياً جديداً معقداً تشكل بعد أيام على الرد الإيراني، ينطوي على مخاطر لا يُستهان بها.. إذاً الرسائل الإيرانية وصلت وبقوة واخترقت صميم العنجهية الإسرائيلية ومفادها قدرات عسكرية كبيرة ونوعية قادرة على الوصول إلى عمق الكيان رغم ترسانة سلاحه والدعم الأميركي الغربي اللامحدود وأن مغامرات العته العدواني أثمانها باهظة أكبر من قدرة تحمل كيان يعاني سكرات اندحاره وتآكل غطرسته، والأهم وضوح حالة ضعف كيان الإرهاب وحاجته لـ”فزعة إنقاذ” من رعاة إرهابه.
السابق