أما وقد أوشك الدوري الكروي الممتازعلى الانتهاء،وقد انتهى -عملياً- بتحديد هوية البطل ووصيفه،والهابطَين إلى الدرجة الأولى،وبقيت مرحلة واحدة،نتعرف في نهايتها،على الترتيب النهائي للفرق، وإن كانت هذه النقطة، لاتقدم ولاتؤخر، فنستطيع القول، ومن دون أي حرج: إن مسابقاتنا المحلية لايمكن لها أن تكون متماهية مع الطموحات العريضة في بناء كرة قدم قادرة على الحضور ذي الطابع المنافس، في البطولات والدورات الإقليمية والقارية والعالمية،إن كان ذلك على صعيد المنتخبات أم الأندية، فالمستوى المتواضع جداً،لفرق هذا الدوري،المسمى ،جزافاً، بالممتاز!!على الرغم من الأموال الطائلة التي تنفق على معظمها ،بسخاء يدعو للدهشة، وتلك الضجة الإعلامية المفتعلة التي تواكب مراحل الدوري،بغية إضفاء روح المنافسة الجوفاء،والادعاء بوجود الإثارة والتشويق،في المنافسة على القمة،أو للهروب من شبح الهبوط،هذا المستوى لا يفرزمواهب،ولا يصنع نجوماً،ولا يكون رافداً للمنتخبات.
هذا الأمر ،لانلقي باللائمة فيه،على مسابقاتنا فحسب،وإنما تتحمل أنديتنا،الجزء الأكبر من هذه المسؤولية،بإهمالها للقواعد،وعدم مبالاتها في العمل على خاماتها الواعدة،فتتوجه إلى اللاعبين الجاهزين،وتستقطبهم بإغرائهم بمقدمات عقود فلكية في أرقامها،ورواتب يسيل لها اللعاب،وهذا الكلام ينطبق على الأندية الغنية والفقيرة،على حدّ سواء،مع مراعاة الفوارق الكبيرة في المبالغ التي يتم تداولها،ولاغرو أن نجد الأندية التي دفعت أكثر،ليس من ميزانياتها ولامواردها الذاتية طبعاً،هي التي نافست على اللقب وفاز به أشدها إنفاقاً،فالمال يصنع المعجزات،يخلق استقراراً إدارياً وفنياً،يجذب أبرزاللاعبين،يفرّغ الأندية الفقيرة نسبياً،من نجومها وكوادرها المتميزة،فيزداد النادي الغني قوة بإضعاف الآخرين،وهذا الأمر يسمى الاحتراف،الذي لاوجود فيه لشحيحي الموارد،إلا على الورق،للعب معهم ،والانتصارعليهم،وأخيراً التتويج بطلاً عليهم.

السابق
التالي