الرؤية المستقبلية التي قدّمها وزيرالتربية أمام مجلس الوزراء ،هي رؤية تقوم بمهمة أساسية ترتكزعلى تربية الجيل على المواطنة والحقوق والواجبات ، وتطوير العقل مما يساعد في عملية البناء والتغيير والتطويرالوطني، مبنية على قاعدة عمل تنهض بالإنتاج، كون التعليم هو القاعدة الأساسية لتحقيق التقدّم الاقتصادي والاجتماعي، والإسهام في نهضة المجتمع والارتقاء به، لأن التربية هي وظيفة مشتركة بين أفراد المجتمع ومؤسساته التربوية، وقد برزدورها جلياً خلال الأزمة في مواجهة تحديات الحرب وما تركته من آثار قاسية في مختلف القطاعات ومن بينها القطاع التربوي.
رؤية تضمنت الاستمرار بدعم المنظومة التعليمية والعمل على رفع مستواها ومواكبة المعايير والمؤشرات العالمية، بما يحقق ربط التعليم بسوق العمل، وتوفير متطلبات العملية التربوية والتعليمية والارتقاء بجودتها، بالإضافة إلى تطوير الخطط الدراسية والمناهج التعليمية وأنظمة الامتحانات.
وفي الوقت ذاته أكدت هذه الرؤية على استكمال تأهيل المدارس والمنشآت التعليمية المتضررة وتعويض الفاقد التعليمي وتطوير قدرات الموارد البشرية وتدريب المدرسين، وترسيخ مبادئ الأخلاق لدى التلاميذ والطلاب بالتوازي مع تطويرالعملية التعليمية.
ولابد من الإشارة إلى أن تطوير وتحسين واقع التعليم، بنوعيه العام والخاص، ونقله إلى مستوى أفضل وفق خطّة مدروسة هو هدف أساسي للتربية ،كون هذه الخطة تعتمد على أسس ومعايير واضحة لجميع مراحل التعليم.
وإذا ما تعمقنا في قراءة هذه الرؤية ندرك أهميةَ المدارسِ في العمليةِ التربويِة، لكنّ إتاحةَ التعلمِّ عن طريقِ المدارسِ لوحدِها، لا يتضمنُ وجودَ المجتمعِ المتعلم ِالعارفِ، لذلك لا بدَّ من توسيعِ مساحاتِ المعرفةْ، وتمكينِ المؤسساتِ التعليميِة والفئاتِ والأفرادِ في المجتمعِ من حيازَتِها، والانتفاعِ بها على مدى الحياة.
من هنا نلحظ أن التربية تسعى إلى إحداثِ تحوّلٍ تربويّ منظمٍ، مبنيّ على الخططِ المدروسةِ والبحثِ العلميّ المواكبِ، في تشاركيةٍ مجتمعيةٍ مع المؤسساتِ التعليميةِ تخطيطاً وتنفيذاً لإحداثِ هذا التحولِ التربوي، وهذا ما يؤكده الوزير فيما يتعلق بدورالمجتمع المحلي والأهلي في دعم العملية التربوية بكلّ ما يتطلبه هذا الدعم، انطلاقاً من الايمان بأنّ المعرفَةَ كالماءِ المتدفقِ من الأرض، وعندما يتعاظم تدفقُها وتجمّعها عند منبعِها تأخذُ بالمسيلِ في الدروبِ المستعدّةِ لها، فالمعرفُة إنسانيةٌ بغضِّ النظرِ عن موطنِ إنتاجِها .
بكلّ الأحوال الرؤية عن الواقع التربوي تقدم إشارة واضحة لما يتم من إجراءات لتحسين الواقع بغية الانتقال لواقع أكثر تطوراً بكلّ المناحي ،كونها -أي الرؤية – قدمت تحليلاً واقعياً للوضع الراهن وما أحدثته الحرب الظالمة والحصار على المنظومة التربوية من تدمير بكلّ ما تعني الكلمة خلال المرحلة الماضية، وما يتم العمل عليه يعطي فكرة عن وضع التربية وذلك من خلال نسب الالتحاق بالمدارس، والتحول الرقمي، ومنظومة الامتحانات، وإعداد مرسوم لإحداث الوزارة، وتشكيل مجلس تربية يعالج جميع القضايا التربوية بروج جماعية، وغير ذلك الكثير من المؤشرات التي تسهم في تطوير العملية التربوية، الأمر الذي أعاد للتربية ألقها من جديد بعد أن هبت عليها رياح عاتية خلال سنوات مضت.
السابق
التالي