تعد الشهادات الصادرة عن الأعداء أصدق ما يقال عن وصف وتقدير الواقع ، فالاعتراف بالخسائرعلى لسان العدو يشكل الدليل الأكبر عما تحققه المقاومة من انتصارات وإنجازات بمواجهة آلة الحرب الصهيونية، التي استهدفت البشر والحجر ولم تستثن المؤسسات الدولية والطبية والتربوية ولا دور العبادة والمراكز الثقافية ، فبعد قرابة الشهورالسبعة ما زال المقاومون ثابتين على مواقفهم ، صامدين في مواقعهم يضعون شروطهم في التفاوض ، ويؤثرون في بنية المجتمع الصهيوني ، وبعيداً عن مناطق القتال يتركون آثارهم النفسية في كيان المستوطنين ،فقد كشفت وسائل إعلام العدو ، عن انتحارالعشرات من المستوطنين الناجين من المهرجان الموسيقي أثناء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي .
وأفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني نقلاً عن “معطيات قاسية” في “الكنيست” بانتحار نحو خمسين من الناجين من مهرجان نوفا الموسيقي الذي كان يُنظم في السابع من تشرين الأول الماضي، قرب مستوطنة (رعيم)بالتزامن مع بدء عملية “طوفان الأقصى”، وذلك بسبب التداعيات على صحتهم النفسية.
وأشارت هآرتس إلى أن “لجنة مراقبة الدولة في الكنيست” ، أجرت نقاشاً بشأن الصعوبات البيروقراطية التي يختبرها الناجون من الحفلة في طريقهم لتلقي المساعدة والمعالجة من جانب سلطات الاحتلال.
كما كشفت صحيفة “هآرتس” أن مروحية عسكرية هي من أطلق النار على المشاركين في مهرحان “نوفا” خلال محاولتها استهداف المقاومين الذين وصلوا إلى مكان الحفل.. الأمر الذي يظهر وحشية حكومة نتنياهو ويكشف أكاذيبها بشأن حماية المستوطنين والحفاظ على حياتهم .
وأضافت ” هآرتس ” أن المستوطنين يعيشون حالة من الصدمة النفسية بعد هزيمة طوفان الأقصى، خصوصاً مع فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي نصر يذكر خلال المعارك المستمرة في القطاع.
كما أعلنت وزارة حرب العدو أن أكثر من ٣٠./. من جنودها المصابين والبالغ عددهم أكثر من ٧٢٠٠ جندي يعانون من مشكلات عقلية ، فضلاً عن التسبب بإعاقة ٦٠ جندياً يومياً ، بعدما اعترف بمقتل أكثر من ٦٠٠ آخرين ، وهو لا يعترف إلا بأقل من الواقع بكثير ، إذ أعلن عن قتلاه من قصف العراق عام ١٩٩٠ بعد ثلاثين عاماً .
كما شهدت الأراضي المحتلة في فلسطين المحتلة عملية نزوح كبيرة للمستوطنين الصهاينة صوب الدول الغربية ..وأظهرت فيديوهات كثيرة اكتظاظاً كثيفاً في المطارات الإسرائيلية عقب ساعات على إعادة فتحها امام حركة المسافرين بعد إغلاقها جراء الهجوم الإيراني..
والمقاطع التقطت لمطار بن غوريون الرئيسي خلال الساعات الأخيرة.
وعملية النزوح وصفت بأنها الأكبر منذ طوفان الأقصى .
كما أكدت مجلة “نيوزويك” الأميركية أنّه أصبح من الواضح “بشكل متزايد أن المقاومة تملي شروط وقف إطلاق النار من تحت أنقاض غزة”، فبينما يركّز العالم على دورة الانتقام الإسرائيلية – الإيرانية، فإنّ الحرب في غزة لا تزال مستمرة”. ولا مؤشرات بشأن ضعف أو تراجع المقاومة .
وتعد هذه مؤشرات لوقائع يتجاهلها العدو الصهيوني ، ولكن يبرزها إعلامه ووسائل الإعلام الغربية الداعمة له في سابقة ، نظراً لعجزهم عن تجاهلها بعد قرابة سبعة أشهر من عدوان ما زالت المقاومة تفرض شروطها من تحت الأنقاض .