الثورة – ترجمة رشا غانم:
تشتهر صناعة الطيران بتسببها بإلقاء آلاف الأطنان من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض كل عام، لكن دراسة جديدة كشفت أن صناعة البلاستيك أسوأ بعدة مرات.
وجد العلماء في مختبر لورانس بيركلي الوطني أن صناعة البلاستيك تطلق ما يعادل 2,5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام، مقارنة بـ 1 مليار طن في صناعة الطيران، وأنّ البلاستيك يخلق كميات هائلة من الغازات الدافئة للغلاف الجوي قبل وقت طويل من استخدامه.
إنّ إنتاج البلاستيك العالمي- الذي يعمل بالنفط ويستخدم المنتجات الثانوية البترولية لصنع المادة الاصطناعية- يلوث الغلاف الجوي بما يصل إلى 600 محطة لتوليد الطاقة بالفحم.
ومن المتوقع أن يزداد إنتاج معظم المنتجات البلاستيكية بشكل كبير، حيث يتوقع محللو الصناعة أن يتضاعف الإنتاج على الأقل بحلول عام 2050، وإذا حدث ذلك، فإنهم يتوقعون أن يكلف الاحتباس الحراري الناتج 38 تريليون دولار.
وبدورها، قالت المؤلفة الرئيسية ليوني وينز من معهد بوتسدام:” سيؤدي تغير المناخ إلى أضرار اقتصادية هائلة خلال الـ 25 عاماً القادمة في جميع البلدان تقريباً حول العالم، وكذلك في البلدان المتقدمة للغاية مثل ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة”.
ومع ذلك، فإن معظم التركيز العام والعلمي على البلاستيك ينصب على ما يحدث لهم بمجرد أن يصبح بالقمامة، ولكن هذا يتجاهل جزءاً كبيراً من الصورة، وفقاً للعلماء الذين يقفون وراء التقرير.
وكتب الباحثون:” إن الزيادة السريعة في إنتاج البلاستيك والاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري للإنتاج، ساهمت في العديد من المشاكل البيئية والأضرار الصحية، ونتيجة لذلك، أصبح التلوث البلاستيكي تهديداً متزايداً للنظم البيئية الطبيعية وصحة الإنسان والمناخ”.
هذا وفحصت الدراسة كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المواد البلاستيكية التسعة المختلفة القائمة على الوقود الأحفوري والتي تشكل 80 في المئة من إنتاج البلاستيك، وتضمنت العينة البولي إيثيلين، المستخدم في الأكياس البلاستيكية، وكلوريد البولي فينيل الموجود في الأنابيب والبلاستيك المستخدم في قطع غيار السيارات، وما وجدوه هو أن تصنيع هذه المواد البلاستيكية التسعة يمثل حوالي 2.24 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو مقياس لإمكانية الاحتباس الحراري لجميع غازات الاحتباس الحراري المختلفة المنتجة، بما في ذلك الميثان وأكسيد النيتروز.
شكلت هذه الانبعاثات 5.3 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، باستثناء التغيرات في استخدام الأراضي والغابات، ووجد العلماء أنه حتى في ظل معدل متواضع لنمو صناعة البلاستيك، فإن هذه الأرقام سترتفع بشكل كبير في السنوات القادمة.
وفي ظل سيناريو نمو متحفظ بنسبة 2.5 في المئة سنوياً، فإن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من تصنيع البلاستيك ستتضاعف إلى 4.75 من غازات ثنائي أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وهو ما يمثل 21-26٪ من ميزانية الكربون العالمية المتبقية للحفاظ على متوسط زيادة درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية، وفقاً للباحثين.
يضيف هذا البحث جزءاً مهماً من الصورة البلاستيكية التي تركها الكثير من التقارير عن النفايات البلاستيكية، وبالفعل، فإن النفايات البلاستيكية تعيث فساداً في البيئة وصحة الإنسان، ويقدر العلماء أن ملايين الأطنان من البلاستيك تطفو في محيطات العالم.
حيث تتحلل هذه القمامة إلى شظايا مجهرية تسمى اللدائن الدقيقة التي ثبت أنها تتراكم في الدماغ والكلى والكبد وحتى المشيمة، ما يقلل من الخصوبة ويزيد من خطر إصابة الناس بحالات مرتبطة بالالتهابات مثل أمراض الأمعاء الالتهابية والسرطان ومرض الزهايمر.