الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
أفادت تقارير أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حذَّر أن واشنطن ستتخذ خطوات عقابية ضد بكين بسبب “صادراتها المتعلقة بالأسلحة إلى روسيا” خلال زيارته المقررة هذا الأسبوع.
وقال المراقبون إن الخطاب، بالإضافة إلى الضجيج الأخير حول “القدرة الفائضة” فيما يتعلق بصادرات منتجات الطاقة الصينية الجديدة والقيود العديدة المفروضة على صناعات التكنولوجيا الفائقة الصينية، يظهر أن واشنطن تكثف الضغوط على الصين في نطاق أوسع من المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية.
وأشار المحللون إلى أن الروايات الغريبة الأخيرة عن الصين كلها تمويه في الأساس لتبرير استخدام الولايات المتحدة للقضايا الاقتصادية كسلاح، من أجل تحويل اللوم بعيداً عن إخفاقات سياسة إدارة بايدن.
وفي حين أن هذه التحركات هي إلى حد ما تكتيكات أمريكية للعدوان أولاً ثم التراجع لاحقاً، إلا أن المحللين قالوا إن تراكم المزيد من “العوامل السلبية” التي تحرض عليها واشنطن سيخلق المزيد من الخلافات في العلاقات الثنائية، التي لا تزال “هشة للغاية”.
وحذَّر المحللون من أنه إذا كانت واشنطن تتطلع بإخلاص إلى ضمان بقاء العلاقات الثنائية على المسار الصحيح، فيجب عليها التخلي عن نهجها الاستبدادي والتواصل مع الصين على قدم المساواة، وإلا فإن التوترات الثنائية معرضة للخطر.
ولا يخطط بلينكن للكشف عن الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة خلال زيارته للصين، المقررة في الفترة من 24 إلى 26 نيسان، لكن العديد من الأشخاص المطلعين على الوضع قالوا إنها تدرس فرض عقوبات على المؤسسات المالية الصينية والكيانات الأخرى، وفقاً لتقرير فايننشال تايمز.
وتأتي زيارة بلينكن بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا، في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن يائسة التغطية على عدم قدرتها على التعامل مع القضايا الدولية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بينما تلقي باللوم على الصين في “الصادرات العسكرية” المزعومة لروسيا” وهو أيضاً ذريعة في هذا الصدد.
ومع تصعيد واشنطن تشويه العلاقات التجارية الطبيعية بين الصين وروسيا، فضلاً عن الضجيج بشأن عدد كبير من القضايا التي تقوض سيادة الصين وأمنها وتنميتها الصناعية، أشار المراقبون إلى أن الأجواء التي تشكل زيارة بلينكن للصين أصبحت أكثر حدة مقارنة مع زيارة يلين في أوائل نيسان.
وقال لو شيانغ، وهو زميل باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة غلوبال تايمز “إن التوترات الثنائية أصبحت أكثر وضوحاً، وإننا بحاجة إلى توخي الحذر من استفزازات واشنطن حتى يوم الانتخابات، حيث يستعد المرشحون للظهور بمظهر الصارم بشأن القضايا المتعلقة بالصين لكسب تأييد مجموعات سياسية معينة”.
يبذل الجانبان جهوداً أكبر لتحقيق الاستقرار في العلاقات، لكن الوضع الحالي “هش للغاية”، وبمجرد أن تبلغ العوامل السلبية ذروتها إلى نقطة التحول، يمكن أن تتصاعد التوترات الثنائية إلى صراعات عبر مجموعة من المجالات، على الرغم من أن المواجهة واسعة النطاق قد تكون محتملة.
وفي الأشهر الأخيرة، بذل الساسة ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة أيضاً جهوداً كبيرة لإطلاق حملة جديدة لبث الخوف ضد الصين، ووضعوا علامة “القدرة الفائضة” المصاغة حديثاً على الصناعات الصينية المفيدة مثل صادرات الطاقة الجديدة.
وباستخدام ذريعة “القدرة الفائضة”، أفادت التقارير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن دفع الأسبوع الماضي إلى مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم الصيني ثلاث مرات.
وقال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة غلوبال تايمز: إن أحد النيات الخبيثة وراء هذه الخطوة هو إلقاء اللوم على الصادرات الصينية في افتقار صناعات الطاقة الجديدة الأمريكية إلى القدرة التنافسية، فضلاً عن عجز إدارة بايدن عن خلق المزيد من فرص العمل.
وبالإضافة إلى الطاقة الجديدة، فإن الحملة التي تشنها الولايات المتحدة على مجموعة متنوعة من صناعات التكنولوجيا الصينية لاتظهر أي علامة على التراجع.
وبحسب ما ورد قالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو إنها “تركز على منع الحكومة الصينية من الحصول على الرقائق الدقيقة المتقدمة المصممة في الولايات المتحدة”، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وقال لي إن “الزيارات المتكررة التي قام بها المسؤولون الأمريكيون في الآونة الأخيرة إلى الصين تظهر أن واشنطن تريد التعاون مع الصين في القضايا الرئيسية. وإذا كانت تسعى حقاً إلى تعاون عملي، فإنها تحتاج إلى إظهار المزيد من الإخلاص”.
وقال جاو لينجيون، الخبير في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن الولايات المتحدة يمكن أن تعمل مع الصين على قائمة من المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل التعاون في مكافحة غسيل الأموال، ومعالجة تغير المناخ العالمي، والمشاركة في حماية الاستقرار المالي العالمي.
وأضاف أن “المستوى الإقليمي أكثر واقعية وتبادلاتهم مع الصين لاتتسم بالصراعات الأيديولوجية.
وهناك فوائد اقتصادية هائلة يمكن استغلالها من خلال البناء على العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المحليات الصينية”.
المصدر – غلوبال تايمز