الماء يكذب الغطاس

الملحق الثقافي- حسين صقر:
«دع عملك وإبداعاتك تتحدث عنك، ولا تتحدث أنت عنها»، مقولة قد تبدو للوهلة الأولى تحمل نفساً قاسياً، حيث نرى نماذج كثيرة يتحدثون عن أعمالهم الإبداعية والمهنية وكأنهم الأوائل، وعندما تراها أو تلمسها أو تقرأها ترى العجب.
الحديث عن هذه المقولة يطول، ولكن موضوع المادة عن تقديم الأعمال الإبداعية والعناوين والأغلفة، والتقدمات التي يخطها المبدعون والمؤلفون والرواة الكبار على بعض الأعمال بهدف التعريف بها وبالكاتب، وذلك انطلاقاً من تحفيز المتلقي للمتابعة
وكثير من الكتاب، ولاسيما في محيطنا العربي، يلجؤون إلى تلك الوسيلة، وخاصة المستجدين منهم، حيث يطرحون أعمالهم الكتابية المختلفة، النقدية والإبداعية والمعدّة والبحثية وغيرها مرفقة بتقديم من كاتب أو ناقد معروف، لأنهم يعدّون أن ما ينشر في مستهل الكتاب أو على غلافه الأخير أهم من داخله، ويرون في ذلك ربما حافزاً أكبر لانتشار مؤلفهم، بينما الواقع هو الترويج، فيما إذا كان الكاتب واثقاً بنفسه وأعماله معروفاً وذات قيمة قد يكون تحفيزاً على القراءة، بينما من يشعر نفسه ضعيفاً يلجأ لذلك بهدف الترويج، متناسياً أن الماء يكذب الغطاس.
بالتأكيد تقديم الكتاب يضيف له قيمة ويمنحه أهمية، وخاصة إذا كان بقلم أحد الكتاب اللامعين وأصحاب الأقلام المميزة والأسماء اللامعة محلياً وعربياً.
وهنا تتعدد المواقف حيث يقول البعض: إن أهمية الكتاب تكمن بمحتواه ومتنه وما يتضمنه من مضامين وأساليب في الطرح والمعالجة، ويفضل بعضهم المقدمة الذاتية في الأعمال الأدبية الإبداعية عموماً، أكثر من المقدمة الغيرية والتي يضطلع بها أطراف آخرون كالناشر أو الناقد المقرّب من الكاتب، أو حتى الناقد الضيف، كون الأولى لا تخرج عن نطاق الكاتب والمتلقي حصراً، ولا تستدعي طرفاً وسيطاً بينهما، بحيث يكون لتلك المقدمة الذاتية، وهي خطاب استباقي مهم، غرضها فضّ التباسات كثيرة محتملة وتعريفات ضرورية حول العمل الأدبي، وبالتالي يمكننا من خلالها تجاوز أيّ قصور ضمني من شأنه أن يقع في الفهم لدى المتلقي.
وهذه المقدمة يجب أن تتميز بمهمة إيصال وتوجيه لمساعدة القارئ وُلوجه إلى النص والإلمام بمقصديته ومضمونه، فضلاً عن الإشارة إلى الزمان والمكان والظروف الحاضنة لتلك الوقائع، بما لايمنع القارئ متعة الاكتشاف أو إلزامه من خلال تلك المقدمة الذاتية برؤية محددة مسبقاً تصادر حقّه في التأويل أو تقييد ملكاته وحرمانه من إعادة إنتاج النص وفقاً لرؤيته الذاتية المستقلة.
أما المقدمة الغيرية فيجدها البعض دخيلة على النص أو العمل الأدبي حين يضطلع بها الناشر مثلاً فتجدها استقطابية ضحلة أو تحلّق بعيداً عن حقيقة النص ومهارة الكاتب، وتأتي إما من ناقد مقرّب من صاحب العمل الأدبي، لتغص بالمديح والمجاملة وإهمال جوانب الضعف في بنية العمل أوعدم التطرق له من الأساس، وإما تأتي من ناقد غير مقرّب من الكاتب ولكن بدعوة واستضافة منه لتأتي المقدمة خجولة وحذرة، تتغاضى عن عيوب الكاتب المضيف.
ولهذا يلجأ الكاتب المبتدئ في العادة لمن هو أكثر منه شهرة ليكتب له مقدمة لديوانه أو مجموعته القصصية أو روايته أو أي كتاب في أي موضوع من الموضوعات الأدبية، ظناً منه أنه بهذه المقدمة يحوز جواز سفر وشرعية تسمح له بالانتقال إلى عالم المشاهير.
                            

العدد 1187 –30-4-2024       

آخر الأخبار
في حادثة صادمة.. فصل طالب لضربه مدير ثانوية في درعا "الطوارئ" :  2000 حادث سير منذ مطلع العام و120 وفاة جلسة مجلس الأمن: دعوات لرفع العقوبات ودعم العملية السياسية في سوريا رئيس الوزراء القطري والمبعوث الأميركي يبحثان سبل دعم سوريا الهلال الأحمر القطري يطلق مشروعاً إنسانياً لإنقاذ مرضى الكلى في سوريا سجن المزة العسكري .. تاريخ أسود من القهر والتعذيب الاعتماد الصحي يدخل الخدمة .. وزير الصحة ل " الثورة " : ضمان الجودة والسلامة في الرعاية الصحية "المفوضية الأوروبية": على أوروبا الاضطلاع بدور فعال في دعم سوريا المصارف.. انكشاف مالي عابر للحدود تصدير 89 براداً من الخضار والفواكه إلى الخليج في 4 أيام الشفافية الدبلوماسية على لسان " الشيباني "  بدعم من "يونيسف".. "السويداء" تطلق أعمال ترميم ست مدارس ارتفاع الأسعار مرض اقتصادي يترقب العلاج! كيف حوّل النظام المخلوع مدارس ريف دمشق إلى ثكنات عسكرية؟ توسيع الطاقة الاستيعابية في المدينة الجامعية بحلب لجنة فنية  لدراسة الاعتراضات على المخططات التنظيمية بحلب تفاوت أسعار الأدوية بحلب.. غياب للرقابة والنقابة لا تجيب..! الإنارة في دمشق ..حملات صيانة لا تلامس احتياجات الأحياء 10 آلاف مستفيد من خدمة "شام كاش"  في "بريد اللاذقية" الأمن الداخلي يُعلن التحرك بحزم لإنهاء الفوضى في مخيم الفردان