أ. د. جورج جبور:
لا أحد يود الكلام في ما عرف باسم “المسألة اليهودية” أو (اليودن فراغي -Die Judenfrage) بحسب التعبير الألماني المعروف الذي أدى إلى ما عرفت باسم المحرقة أو الهولوكوست.
إلا أن تلك المسألة معنا بنتائجها، هي في قرار استثنائي اسمه “تقسيم فلسطين”، وكانت قبلها في أماكن عديدة بدءاً من نهايات القرن التاسع عشر كما يخبرنا المفتي الخالدي.
وهي معنا جداً جداً في غزة، هل ثمة أحد يستطيع إنكار أن ظلال حرب دينية تغلف ما يجري كما فعل غلاف غزة بغزة؟ وأن اقتحام 7 تشرين الأول قد يحدث في أية لحظة وأن 8 تشرين مترع بالحل النهائي، أي يقود إلى ترجيح زوال الكيان الاستيطاني؟
ثمة توحش يعود بنا عقوداً طويلة إلى الوراء، ولابد من تيقظ إنساني منبثق عن أفضل ما شهدناه في تاريخ العالم ، رغم الكثير الذي عليه، ألا وهو نظام الأمم المتحدة.
يكفي أعلاه عن الكلمات الأولى في العنوان، فما شأن جمعية الخريجين السورية وما جرى قبل ثمانين عاماً؟.
وجدت الجمعية في 2 تشرين ثاني 1944, والعالم ينتظر ميلاد الأمم المتحدة من رحم الإنهاء الأفضل (لليوغن فراغي)، وَجَدت أن عليها إرشاد الخريجين الجامعيين الأمريكيين إلى الحل الأفضل لمسألة دريفوس.
تلك مسألة توهجت في المدرسة الحربية الفرنسية في باريس على مبعدةٍ رمية حجر من مبنى اليونسكو، فولدت صهيونية هرتزل السياسية.
قالت الجمعية في رسالة من رئيسها أ. د. شوكت الشطي ، أستاذ الأجيال عالم الجامعة السورية الجليل، إن حل المسألة المزمنة سهل، كيف؟
في نظام الأمم المتحدة لن تكون هناك نزعات عنصرية، لن يكون هناك اضطهاد لليهود كما زعموا، ستكون هناك مساواة في المواطنة، كأن الجمعية المحترمة كانت تؤمن بميثاق الأمم المتحدة القادم بعمق يتفوق بكثير على إيمان صناع ذلك الميثاق.
كم من الجميل أن تعيد جامعات أمريكا وطلابها النظر في وثيقة سورية ملأى بفكرة المواطنة المتساوية حلاً لإشكالات عرفتها ثقافات الغرب على نحو لم تعرف مثله ثقافتنا في منطقتنا من العالم.. حفظ الله سورية التي تنفرد وشقيقها لبنان بمنح عطلة وطنية عامة لفصحين.
* رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي.