الثورة – فؤاد العجيلي:
حراك واسع شهدته جماهير وطننا الغالي سورية بشكل عام وجماهير حزب البعث العربي الاشتراكي بشكل خاص، هذا الحراك الذي حمل عناوين عديدة انطلاقاً من محطات الترشح والجولات التعريفية بالمرشحين وإجراء انتخابات على مستوى الشعب الحزبية والفروع وصولاً إلى الاجتماع الموسع لانتخاب اللجنة المركزية والقيادة المركزية.
اليوم جماهير الأمة تتطلع إلى مستقبل أفضل من خلال قيام القيادة المركزية واللجنة المركزية بترجمة أفكار البعث وتوجهات أمينه العام السيد الرئيس بشار الأسد إلى خطط وسياسات وبرامج عمل يكون هدفها الأول تحقيق التنمية الشاملة، خاصة وأن ما تضمنته كلمة السيد الرئيس كانت تركز على الجانب المعاشي للمواطن بالدرجة الأولى، فقد وضع سيادته النقاط على الحروف من خلال إشارته إلى أن الحزب تبنى منذ بداياته الوقوف إلى جانب الكادحين، ومن الطبيعي أن يقف إلى جانب الشريحة الأوسع، وباعتبارهم الشريحة التي تتأثر أكثر من غيرها بالأزمات الاقتصادية.
وأوضح الأمين العام للحزب أن الدولة التي يحكمها حزب البعث هي دولة لكل أبنائها، فقال سيادته: “إذاً ما هو البرنامج أو النهج الذي يمكن أن يتبناه حزب البعث ويعبر عن تقاطع المصالح بين مختلف الشرائح وليس التناقض؟ بمعنى أن الشرائح تربح مع بعضها البعض وليس شريحة تربح على حساب الأخرى، فالفقيرة عملياً هي قوة شرائية، إن لم يكن وضع الفقراء والشريحة الوسطى جيداً لا يمكن للاقتصاد أن يتحرك، وميسورو الحال وأصحاب رؤوس المال هم القادرون على خلق فرص عمل في البلد”.
هذه الرؤية تتطلب من المؤسسة الحزبية والجهات الحكومية والهيئات والمنظمات – على اختلاف مسمياتها- وضع خطط وبرامج قابلة للتنفيذ من شأنها إشراك جميع فئات وهيئات المجتمع في عملية التنمية من خلال اقتراح وإقرار مشاريع يكون المواطن هو العنصر الفاعل فيها، ومتابعة تنفيذ هذه المشاريع لتحقق الجدوى والقيمة المضافة منها، والتي إن تحققت ستكون حاملة لعملية التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع وخاصة الطبقة الكادحة التي طلب السيد الرئيس في كلمته أن ننظر إليها نظرة اقتصادية قبل أن ننظر نظرة اجتماعية، لأن النظرة الاجتماعية تحول الحزب إلى العمل الخيري، أما النظرة الاقتصادية فهي تحوله إلى العمل الاقتصادي الذي يحقق مصلحة هذه الشريحة ويحقق مصلحة المجتمع بشكل عام ويحقق مصلحة الدولة بنفس الوقت.
هذه بعض الأفكار التي طرحها السيد الرئيس في كلمته، وهي بمثابة منهاج عمل لاستمرارية رسالة البعث بوصفه الحزب الحاكم، واليوم وبعد انتخاب اللجنة والقيادة بات التطلع إلى مرحلة عمل بدءاً من الفرقة الحزبية والشعبة والفرع لأنها هي على تماس مباشر مع المواطنين، ومطلوب من هذه القيادات القاعدية المنتخبة على مستوى الفروع والشعب والفرق أن تكون حاملة ومؤمنة بأفكار البعث المتجدد من خلال رسالته الخالدة، والتي إن قرأناها بشكل صحيح لرأينا أنها تناسب كل زمان ومكان، ولكن بحاجة إلى من يقرؤها القراءة الصحيحة.