عبد الحميد غانم:
القمع الوحشي غير المسبوق الذي يشهده حرم الجامعات الأميركية والغربية لإسكات صوت الضمير الذي انتفض في وجه سياسات الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية الغربية بسبب دعمها اللامحدود لكيان الاحتلال الغاصب، وجرائمه وحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها في قطاع غزة وتجاوزت كل الحدود ، يكشف عن حالة الأزمات التي تعيشها وتواجهها تلك الإدارة وهذه الحكومات جراء سياساتها الداعمة للكيان المأزوم داخليا.
كما تعبر عن حالة هلع المنظومة الغربية بشكل عام، بسبب انفضاح أمرها، وانكشاف زيف ادعاءاتها وأضاليلها حول تبني شعارات حق يراد بها باطل مثل الحرية والمساواة وحقوق الإنسان التي تطلقها بين الحين والآخر، بينما تمارس وتدعم القتل والتدمير والإبادة.
لكن الأهم إلى جانب كل ذلك.. أن الجيل الشاب في هذه المجتمعات لا يزال ينظر ورغم مضي عقود على ممارسات الإجرام الغربي في فيتنام وغيرها من بقاع الأرض، لا يزال ينظر إلى الإجرام الغربي بكره واحتقار، ولم تستطع خمسة عقود مضت من تدجين الشعوب الغربية وخاصة الشباب، لذلك لم نستغرب ما يحصل الآن في حرم الجامعات من قمع وحشي غير مسبوق، يدلل على حالة الهلع والرعب لدى المنظومة السياسية الغربية من اتساع وامتداد ما يجري في الجامعات وأن يخرج إلى خارجها، ويتجه نحو تمرد شعبي عام لتلك المنظومة.
