حلب – الثورة – سهى درويش:
“الأمبيرات” المنتشرة منذ أكثر من عشر سنوات في مدينة حلب كحل مؤقت فرضته الحرب الإرهابية تحولت لواقع دائم مع التوّجه إلى قوننتها بشكل أكبر، إلا أن هذه النعمة بدأت تتحول إلى نقمة مع التوسع في انتشارها.
وبعيداً عن استنزافها جيوب المشتركين في ظلّ الارتفاعات المتتالية على أسعارها، فقد بات عملها وأماكن تموضعها يشكل العبء الأكبر على صحة المواطنين وتحديداً على طلاب المدارس، الذين أصبحوا ملازمين لأصوات ضجيجها واستنشاق دخانها المنبعث منها، كون جدار المدرسة في معظم الأحياء المكان الأنسب للمولدات لتستند عليه، ولم تسلم حتى الحدائق والبقع الخضراء في الأحياء من حضورها وتلويثها.
إضافة إلى غياب ضبط عمل المولدات وسلامتها وصيانتها، فهذه التجارة الرابحة دخلت سوق المنافسة على حساب جمالية المدينة وتشويهها الأرصفة والشوارع وحتى الأبنية في عشوائية تمديد الأسلاك، والأهم الصحة العامة، والسماح بوضع العديد من المولدات في الحي الواحد بعيداً عن دراسة حاجته، والمبرر دائماً لمنع احتكارها والتحكم بالسعر وساعات التشغيل.
وما يأمله المواطنون الجدّية في تنظيم عملها وضبطها ومراقبتها وتحديد أماكن وضعها بما لا يلوّث بصرياً وسمعياً وتنفسياً ويحافظ على جمالية المدينة.
هذه القضية نضعها برسم محافظة حلب عسى ولعل أن تجد حلاً لها لأن صحة الفرد والمجتمع هي الأساس.