الثورة – منهل إبراهيم:
بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب الظالمة على غزة، تصر “إسرائيل” على أن “النصر” المزعوم مستحيل دون الاستيلاء على رفح والقضاء على حسب زعمها على المقاومة فيها.
ومع لجوء أكثر من مليون فلسطيني نازح إلى هناك، حذرت الأمم المتحدة من أن أي هجوم شامل قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين وكارثة إنسانية.
وقال سكان وعمال إغاثة في رفح إن أصوات المدفعية والغارات الجوية ظلت مستمرة أمس الخميس، وتتواصل اليوم الجمعة الأصوات ودوي القصف الإسرائيلي على مناطق في رفح.
لويز ووتردج، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، قالت أيضاً إنها يمكنها “سماع القصف والإحساس باقترابه”.
وقالت لويز ووتردج: “المبنى يهتز بصورة متكررة، هناك طنين مستمر للطائرات بدون طيار”. “الخوف والتوتر اللذان كانا يسيطران على الناس في رفح، أصبح الآن رعباً”.
وأوضحت الأمم المتحدة اليوم الجمعة عبر موقعها الرسمي أن أكثر من 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة منذ الاثنين الماضي، وأفادت تقارير أن الدبابات الإسرائيلية تتجمع بالقرب من المناطق المبنية وسط القصف المستمر.
وقالت المقاومة الفلسطينية إنها ترد على القوات الإسرائيلية وتستهدفها شرقاً، في وقت أكد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته البرية الغازية تقوم بما أسمته “نشاط موجه” شرق رفح.
وحذرت الأمم المتحدة من نفاد الغذاء والوقود لأنها لا تتلقى المساعدات عبر المعابر القريبة.
وسيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية على معبر رفح مع مصر وأغلقته في بداية عمليتها، في حين قالت الأمم المتحدة إن وصول موظفيها وشاحناتها إلى معبر كرم أبو سالم الذي أعيد فتحه مع “إسرائيل” أمر خطير للغاية.
المقاومة الفلسطينية أكدت أنها فجرت نفقاً مفخخاً شرق رفح و ثلاث مركبات عسكرية إسرائيلية، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن ثلاثة من جنوده أصيبوا بجروح متوسطة نتيجة الانفجار.
وخلال الليل، استشهد ما لا يقل عن خمسة أشخاص عندما تعرض منزل عائلة في حي تل السلطان الغربي للقصف في غارة إسرائيلية.
وقال مسعفون إن من بينهم ثلاثة أطفال، أحدهم رضيع عمره عام واحد.
وقال سكوت أندرسون، نائب مدير الأونروا في غزة، إن الوكالة شهدت “تحركاً كبيراً للسكان، حيث نزحت أكثر من 80 ألف شخص اليوم “مع تحرك الاحتلال “غرباً نحو وسط رفح نفسها”.
وأضاف أندرسون: “لعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه بسبب إغلاق نقاط الدخول في رفح وكرم أبو سالم، فقد بدأ الوقود ينفد مما يمكننا من تقديم الاستجابة للأشخاص الذين تم تهجيرهم، وكذلك الأشخاص الآخرين في غزة”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن المستشفيات في جنوب قطاع غزة، بما في ذلك الواقعة خارج رفح، لم يبق لديها سوى ثلاثة أيام للعمل مع نفاد الوقود.