الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
للمرة الأولى، يصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيوقف شحنات معينة من الأسلحة الأمريكية إلى “إسرائيل” إذا أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوغل كبير في مدينة رفح الفلسطينية.
وفسر المراقبون هذه الخطوة على أنها “عرض” نظمته الولايات المتحدة و”إسرائيل “معاً لتحقيق أهدافهما الخاصة، ولن يغير تصميم نتنياهو على عدم وقف إطلاق النار في غزة.
وكان الرئيس الأمريكي قد أوقف في وقت سابق تسليم 3500 قنبلة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من إمكانية استخدام الأسلحة الأمريكية للتسبب في مزيد من الضحايا المدنيين في رفح، وأعلن أنه سيمنع أيضاً نقل القذائف المدفعية.
وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن، قال بايدن إنه أبلغ نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين أن الدعم الأمريكي للعمليات في المراكز السكانية “محدود”.
وقال ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة إلى “إسرائيل ” إلى حد بعيد، إلا أن بايدن استخدم كلمة “البعض” على وجه التحديد عند الحديث عن وقف شحنات الأسلحة، مما يعني أن الولايات المتحدة لم تغير بعد موقفها الداعم لإسرائيل.
ومع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحرب في الجامعات الأمريكية واقتراب انتخابات تشرين الثاني المقبل، يجد بايدن نفسه خلف دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، ويتعين على إدارته أن تظهر استعدادها لإحداث تغييرات.
وأشار ليو إلى أن قرار وقف شحنات أسلحة معينة يعتبر مجرد تكتيك لإرسال رسالة تحذير إلى “إسرائيل”، ويعمل كإجراء مؤقت من قبل الولايات المتحدة لتخفيف الضغط من أجل مصالحه الانتخابية.
ورد سفير “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، على قرار بايدن، قائلاً إنها “ملاحظة صعبة ومخيبة للآمال للغاية”.
كما نقلت صحيفة” تايمز أوف إسرائيل” عن إردان قوله: “بالطبع فإن أي ضغط على “إسرائيل” يفسره أعداؤنا على أنه شيء يمنحهم الأمل، وهناك العديد من الأمريكيين اليهود الذين صوتوا للرئيس وللحزب الديمقراطي، والآن هم مترددون.”
وفي حين أن اليهود يشكلون 3% فقط من إجمالي الناخبين، فإن الرئيس الأمريكي لن يخاطر بإحباطهم، نظراً لتأثيرهم الكبير على الرئاسة الأمريكية، حسبما قال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة غلوبال تايمز.
وقال بايدن لشبكة CNN: “نحن لا نبتعد عن أمن “إسرائيل”، بل نبتعد عن قدرة “إسرائيل” على شن حرب في تلك المناطق”، في إشارة إلى المناطق المكتظة بالسكان في رفح حيث يحتمي أكثر من مليون فلسطيني.
وبالإضافة إلى تعليق شحنات الذخيرة إلى “إسرائيل”، أعرب السياسيون الأمريكيون في الآونة الأخيرة مراراً وتكراراً عن ما يسمى بـ “الانتقاد” تجاه “إسرائيل”.ويعتقد بعض المحللين أن هذه التصريحات ليست سوى “ستار من الدخان” يهدف إلى تحويل انتباه الرأي العام عن الهجوم البري الإسرائيلي على غزة.
إن عدم الحصول على دعم من إمدادات الأسلحة الأمريكية لا يعني أن” إسرائيل” لم يعد لديها أسلحة لمواصلة قصفها وهجومها.
إن قنوات الإمدادات العسكرية من دول أخرى، بما في ذلك من أوروبا، وكذلك الاحتياطيات، ستسمح لإسرائيل بمواصلة عملياتها.
وأشار ليو إلى أن الأهم من ذلك هو أن العملية في رفح لن تستهلك كميات كبيرة من الذخيرة.
وذكر ليو أن نتنياهو كان يطور استراتيجيته من خلال مزيج من الأعمال العسكرية والمبادرات الدبلوماسية.
وأيضاً من خلال المضي قدماً في ساحة المعركة لتعزيز موقفه أثناء المفاوضات من أجل الرهائن.
المصدر- غلوبال تايمز