المستشار الأحمد لـ “الثورة”: انتصار غزة عنوان لإعادة ترتيب المنطقة

الثورة – لقاء ريم صالح:
أكد المستشار والمحلل السياسي الدكتور علي الأحمد عضو الأكاديمية الروسية للأزمات الجيوسياسية أن قمة البحرين ليست كما سبقها من القمم، لاسيما في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من متغيرات عنوانها الأبرز حالة الانسداد السياسي القابل للتفجر أكثر مما هو عليه الحال الآن.
وأوضح د. الأحمد في حديث خاص لـ “الثورة” أن هناك جملة متغيرات ترخي بظلالها على منطقتنا العربية لاسيما ما يجري على الأرض الأوكرانية والتهديدات الأمريكية في بحر الصين وإعادة تشكل للقوى في العالم حيث لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية المتحكم الأوحد وأيضاً ليست الوحيدة في صناعة القرار الدولي وإنما هناك مؤشرات صعود شركاء في صناعة هذا القرار.
وأضاف ما يجري اليوم ليس مؤتمر يالطا جديد، وإنما هي معارك في أكثر من مكان في العالم وفي نهاية هذه المعارك هناك شيء ما سوف يحصل، وبالتالي لا بد من يالطا جديدة أو أي شيء آخر.
وشدد على أن واحدة من المعارك الجديدة هو ما يجري من إجرام في غزة، لافتاً إلى أنه ليس بمعزل عما يجري في العالم، ففي أمريكا علينا الأخذ بعين الاعتبار الانتخابات الرئاسية القادمة لاسيما وأن الدولة العميقة لم تعد تتحكم بكل مقدرات الولايات المتحدة، وهناك صراع واضح بين ترامب وبايدن الأمر الذي يمكن أن يكون بمثابة قنبلة موقوتة وخاصة للنخب الحاكمة..
كما أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في روسيا وإعادة انتخاب الرئيس بوتين، وأيضاً عجز الولايات المتحدة حتى اللحظة في خلق حاجز بين الرئيسين الروسي والصيني الأمر الذي تحدث عنه هنري كسنجر بالقول: بأنه منتهى الغباء أن تحارب الولايات المتحدة عدوين بنفس الوقت وهما روسيا والصين وأن تسمح لهما بأن يتضامنا.
وأشار د. الأحمد أن من بين المتغيرات الأخرى التي تلقي بتبعاتها على قمة البحرين بشكل أو بآخر صعود الهند والتي هي عضو في منظمة بريكس وصعود دول أخرى أيضاً كجنوب افريقيا وباكستان.
وأضاف: إنه بالعودة إلى قمة البحرين فإن هناك صناعة جديدة في الأفق المتوسط وليس البعيد لمجلس الأمن الدولي فيه أعضاء دائمون ليسوا فقط الدول الخمس المعروفة.
ولفت إلى أن قمة البحرين والقمم التي ستلحق بها مهمة جداً، فمن خلالها أعتقد أن الدول العربية ستأخذ مكاناً لها كعضو دائم ممثل عن الدول العربية في القادم من الأيام في مجلس الأمن الدولي.
وقال صحيح أن هذه المؤشرات حتى هذه اللحظة لم تبدأ أو تظهر ولكنها قادمة لا محالة، فهناك دول لا يمكن إلا أن يكون لها حضور على المسرح الجيوسياسي الدولي، وهي دول قوية بالاقتصاد.. وهذا الأمر لا ينسحب فقط على الدول العربية، وإنما إفريقيا يجب أن تمثل في مجلس الأمن الدولي، وكذلك جنوب شرق آسيا، وبالتالي التمثيل يجب أن لا يكون فقط عسكرياً، بمعنى للدول المالكة للسلاح النووي فقط، وإنما هو تمثيل لقوى فرضت ذاتها بالاقتصاد والمعرفة وبحضورها الدبلوماسي العالمي، كما أن هناك قوى اقتصادية هي حاملة حقيقية لهذه القوى الصاعدة وهي بمعظمها شريكة في البريكس حتى لو كان هناك تباينات بين هذه الدول لا تسمح حتى اللحظة أن يكون هناك عملة موحدة للبريكس في مقابل الدولار أو سلة عملات ولكن هذا الأمر مفروغ منه وحتمي في القادم من الأيام.
وأوضح المستشار الأحمد أن إدراك واقع القمة العربية في هذه الظروف وإدراك أهمية أن يكون هناك تمثيل للمنطقة العربية في مجلس الأمن الدولي، وأيضاً إدراك أن هناك انسداداً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً للكيان الإسرائيلي والذي بدا يتجلى في أكثر من مكان في العالم، فعلى الرغم من كل هذا الضخ الغربي المنفلت والدعم المطلق وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن هذا الكيان مأزوم حتى وإن أوغل بإجرامه وإرهابه، ومؤشرات هذه الأزمات تجلت بوضوح بالمظاهرات والاعتصامات في العواصم والمدن الغربية، حيث خرجت الشوارع تصدح نصرة لغزة وتنديدا بجرائم الإبادة الإسرائيلية غير آبهة بكل القوانين الغربية القاسية وبالقمع الوحشي والتنكيل الهمجي الذي تعرضت له على أيدي قوات الأمن والشرطة كما جرى في أمريكا وفي فرنسا، وبالتالي قدرة الغرب على اتهام كل من يعتصم ضد “إسرائيل” تحت مسمى “معاداة السامية” أو بالإرهاب لم ولن ينفعه.
وأضاف د. الأحمد إن العدوان الإسرائيلي على غزة والمعركة التي تجري على أرضها وعلى أراضي الضفة وكل فلسطين المحتلة لا يمكن لأي كان أن ينكر أنها أعادت بشكل أو بآخر إحياء القضية الفلسطينية في الغرب والشرق، فما جرى في لاهاي في محكمة العدل الدولية وما يجري الآن مسائل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بعمق في القمة العربية.

وأكد المستشار والمحلل السياسي أن هناك لحظة، هي لحظة استثنائية للقادة العرب وللنخب العربية الحاكمة والمؤثرة، وهي لحظة يمكن ويجب التقاطها والتعامل معها بحكمة وبقوة، فما جرى ويجري في غزة ما هو إلا انعطافة حقيقية، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار الانتخابات الأمريكية القادمة وحالة الانفلات النسبي وعدم الانصياع لإيعاز الأمريكي، وتداعيات ما يجري في أوكرانيا وصعود قوى جديدة، وتراجع الدولة العميقة، كلها تشير إلى أننا اليوم نعيش في زمن المتغيرات الحقيقية شئنا أم لم نشأ، وهذه المتغيرات علينا أن نتعاطى معها بجدية.
وختم كلامه بالقول: السقوف العربية بدأت ترتفع وكل المؤشرات تدلل على أن هناك متغيرات كبرى يجب أخذها بعين الاعتبار، فغزة هي عنوان لإعادة ترتيب المنطقة العربية ومحيطها الإقليمي ككل، وأعتقد أنه آن الأوان لتكون القراءات بعيدة عن الاستسهال والتبسيط وأن تكون بالتالي أكثر عمقاً وأخذة في الاعتبار ليس شكل القوى الحاضرة الآن، وإنما بالعمق القوى التي بدأت تظهر وتتجلى ولا يمكن لأحد على الإطلاق أن يوقف هذا القطار.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك