محمد شريف الجيوسي – كاتب فلسطيني:
طالب وزير الخارجية الأمريكية؛ روسيا بالتعويض عن ما أحدثته الحرب على أوكرانيا في ما يبدو أن واشنطن أدرجت أوكرانيا ضمن “السامية” فيما زودت واشنطن الصهيونية بكل أسباب التدمير وحرب الإبادة ضد العرب الساميين وضمنهم الفلسطينيين رغم أنها تدعي والغرب الأوروبي أنها ضد العداء للسامية.
ولكن هذه المزاعم سرعان ما تهاوت في حرب الإبادة التي شنتها الصهيونية وأداتها التنفيذية “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني السامي في حرب إبادة مفتوحة ضد البشر والحجر ودور العبادة والمستشفيات والطواقم الطبية والصحفيين وكل ما هو مدني في فلسطين السامية.
وتستعدُ لطرد نحو مليوني فلسطيني سامي من غزة بذريعة حماية المدنيين فيما هي خطة قذرة لتوطين مهاجرين من كل أنحاء العالم بزعم أنهم يهود وإطلاق يد المستوطنين في الأماكن المقدسة بالضفة الغربية وبناء المزيد للمستوطنين الغرباء على حساب حقوق الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني وهي المحاولات التي جرت وتجري منذ أكثر من قرنٍ وبالتحديد منذ أواخر القرن الـ19 حيث عندما تأسست الحركة الصهيونية التي كانت وبالاً على المنطقة العربية وعلى بعض اليهود وجلبت ليهود ألمانيا كارثة ما يسمى “محرقة النازية” حيث تعاونت الحركة الصهيونية مع بريطانيا ضد ألمانيا ما سبب نقمة النظام الألماني على اليهود.
وللعلم فإن قيادات في الحركة الصهيونية تعاونوا مع النازية لطرد اليهود من ألمانيا وإجبارهم على الهجرة إلى فلسطين (حيث تلاقت مصلحة النظام الألماني مع الحركة الصهيونية في طرد اليهود ولكل منهما أسبابه الخاصة) ولكن الضحية كانت منذ البداية هي؛ الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية وهو أيضاً هدفٌ أمريكي غربي بأن يكون لهما كيان عازلاً للمشرق العربي عن مغربه وإشغال المنطقة في حروبٍ وصراعاتٍ لا تنتهي ما يتيحُ للغرب استغلال المنطقة على مدى عقود بأقل التكاليف.
بمعنى أدق إن الحركة الصهيونية كانت منذ بداية تأسيسها كعميلٍ للدول الكبرى حتى أنها حاولت كذلك مع السلطنة العثمانية بوساطة قيصر ألمانيا كما أقنعت الاتحاد السوفييتي في وقت مبكر لدعم وجودها في فلسطين بأن وجودها سيتيح نشر الماركسية من خلال الكيبوتسات وهو ما انطلى على الاتحاد السوفييتي لعقود لينتهي في بداية السبعينيات بإصدار كتبٍ تحذر من الصهيونية بشكل علمي ودقيق وواسع ومما صدر من الكتب السوفييتية كتاب “احذروا الصهيونية” قبل انهيار الاتحاد بسنواتٍ قليلة لا تتجاوز 10 سنوات.