الثورة – فردوس دياب
يعتبر التعلم النشط أحد طرق التعلم والتعليم الحديثة، ويوفر بيئة تربوية غنية بالمثيرات، وهذه البيئة تتيح للطالب إمكانية تعليم نفسه بنفسه وأن يشارك بفاعلية من خلال قيامه بالقراءة والبحث والاطلاع ويستخدم مهاراته وقدراته العقلية العليا في التوصل للمعرفة وفق توجيهات المعلم وإشرافه في ظل وجود بيئة مشجعة للبحث عن المعلومة من خلال الأنشطة المتاحة سواء كانت فردية أم جماعية.
اكتساب مهارات
الباحثة التربوية رنا محمود عرفت «التعلم النشط» بأنه عبارة عن فلسفة تربوية تعتمد على تفعيل دور المعلم لجعله دورًا إيجابيًا من خلال اكتساب المهارات لتكوين الاتجاهات والقيم والابتعاد عن الحفظ الصم والتلقين وتنمية التفكير الابتكاري وخلق نوع من التعاون والعمل الجماعي بين الطلبة.
وأوضحت أن التعلم النشط هو نقل محور الاهتمام من المعلم إلى المتعلم وجعله محور العملية التعليمية ليواكب التطور العلمي للتعليم المعاصر، ويعمل ربط التعلم باحتياجات الطالب واهتماماته وتفاعل الطالب مع البيئة المحيطة ويبدأ من استعداد الطالب وقدراته.
هادف وشامل
وعن سماته وخصائصه بينت الباحثة محمود أن التعلم النشط يتصف بأنه هادف وشامل لجهة كونه يتضمن جميع الاحتمالات التي من الممكن أن تحدث في المواقف التعليمية، بالإضافة إلى المرونة والقابلية للتطوير ويمكن استخدامه لأكثر من غرض وهدف ومراحل عمرية، وهو مرتبط بالأهداف الأساسية للتدريس وله قدرة كبيرة لمعرفة الفروق الفردية بين الطلبة، وكيفية علاج هذه الفروق، وأيضًا التحفيز لاستخدام وسائل تقنية حديثة وبيئة مفتوحة تتكيف مع محيط الطالب، أي لا يقتصر على البيئة الصفية فقط ويجعل التلميذ قادرًا على تحمل المسؤولية واتخاذ وصنع القرار والاعتماد على الذات وينمي الكفاءات المهارية الوجدانية الحركية ومهارات التفكير العليا.
وعن إيجابياته ذكرت أن التعلم النشط يعمل على زيادة ثقة الطالب بنفسه من خلال الحوار والمناقشة النشطة بدلاً من تلقي المعلومة جاهزة، كما أنه يعمل على دمج أكثر فاعلية لأكبر عدد من الطلبة في عملية التعلم عن طريق تبادل الأفكار بين المعلم والمتعلم ومن حيث إتاحة الفرص الكثيرة للتعاون والعمل الجماعي فيما بين الطلبة أنفسهم، بالإضافة إلى توفير عامل الوقت المناسب ليقوم بتغذية راجعة وسريعة لمعلومات الدرس المعطى، ويزيد من قابلية الطالب للتعلم من حيث أنه أصبح المحور الرئيسي في عملية التعلم مما يجعله يتقن هذا التعلم ويحث الطالب ويحفزه ويزيد من إنتاجه العلمي ويعمل على زيادة الجانب الإيجابي لدى التلميذ من خلال مشاركته في العملية التعليمية التعلمية ويوفر التعلم النشط المناخ المناسب لبث روح المنافسة الإيجابية والخلاقة بين الطلبة.
معوقات تطبيقه
أما عن السلبيات ومعوقات تطبيقه، فقد بينت الباحثة محمود أن هناك عدة أسباب تعوق تطبيقه منها، القلق والانزعاج من التغيير الذي يحدث للتعليم التقليدي وخوف المعلمين والمتعلمين من وجود أي جديد، كما أن زمن الحصة القصير قد لا يسمح بالحوار والنقاش، وكذلك الزيادة الكبيرة في عدد التلاميذ داخل الحجرة الصفية، والعجز والنقص الحاصل لبعض الأدوات والوسائل التي تلعب دوراً هاماً في تطور التعلم النشط، وكذلك الخشية من فقدان سيطرة المعلم على الموقف المنفذ فتسود الفوضى بين الطلبة، بالإضافة إلى عدم امتلاك الخبرة الكافية واللازمة لتطبيق استراتيجيات التعلم النشط عند بعض المعلمين الذين لا يمتلكون الخبرة والتدرب على استراتيجياته.
«التقليدي» غير فعال
وقارنت محمود بين التعلم النشط والتعلم التقليدي من حيث أدوار المعلم والمتعلم والإدارة الصفية والأهداف واستخدام الوسائل وحتى في عملية التقييم، وأكدت أن دور المتعلم في التعلم النشط يكمن بأنه جوهري، أي محور العملية التعليمية التعلمية لمشاركته الفاعلة، بينما في التقليدي نجد أنه متلق فقط للمعلومة من معلمه، كما أن دور المعلم في التعلم النشط موجه وميسر ومسهل للعملية التعليمية التعلمية من حيث تطبيقه للحوار والمناقشة النشطة مع الطلبة.
أما في التقليدي فيقتصر على نقل المعلومة إلى ذهن الطالب من مصدرها فقط، ومن حيث الإدارة الصفية فهي في التعلم النشط تكون عملية تشاركية بين المعلم والمتعلم معًا، أما في التقليدي فيكون المعلم فقط هو من يمكنه إدارة الصف، وبالنسبة للأهداف في التعلم النشط تكون معروفة لكلا الطرفين من معلم ومتعلم معًا، بينما في التقليدي تكون مجهولة بالنسبة للمتعلم.
وبالنسبة للوسائل بينت الباحثة محمود أنها في التعلم النشط كثيرة منها: القراءة في المكتبات أو عن طريق البحث عبر الشابكة واستخدام الإنترنت، بينما في التقليدي فإن التلميذ لا يهتم بالبحث عن المعلومة ويكتفي فقط بالكتاب المدرسي، وبالنسبة للتقييم نجده في التعلم النشط بشكل فعال حيث يتم تقييم التلميذ لنفسه وقدراته وكذلك الطلاب فيما بينهم ومعرفتهم لنقاط القوة والضعف لديهم والعمل على تجاوزها من خلال التشجيع والمنافسة الخلاقة، أما في التقليدي نجد أن التقييم هو فقط تقويم المعلم للتلميذ نتيجة التحصيل الدراسي دون تدخل يذكر من قبل التلميذ.