المؤتمر الدولي للتحول الرقمي..تعزيز الجاهزية الرقمية من الدراسة وحتى التنفيذ.. وسرعة المعالجة والتقليل من هدر المال العام

الثورة – دمشق – مريم إبراهيم:

بمشاركة عربية وأجنبية واسعة، افتتحت فعاليات المؤتمر العلمي للتحول الرقمي في مدرج جامعة دمشق والذي يستمر ثلاثة أيام بالتعاون بين كلية الاقتصاد وعدد من الجهات المعنية والجهات المنظمة الراعية للمؤتمر .
بناء القدرات
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم بين أهمية انعقاد المؤتمر في رحاب جامعة دمشق، وهي إحدى المؤسسات التعليمية الهامة في منظومة التعليم العالي، وساهمت بتخريج كوادر علمية وثقافية متميزة، كما أن الوزارة سعت منذ فترة طويلة لإرساء دعائم الجودة والنوعية في مؤسساتها التعليمية واتخذت إجراءات عديدة بهذا الخصوص، وأدركت أهمية تحسين ترتيب مواقع جامعتنا من خلال الاعتماد على استراتيجيات جديدة وخطط علمية تتضمن المعايير الواجب اتباعها في ظل بيئة علمية تنافسية ترتكز على تحسين الظهور العالمي، ودعم وتطوير البحث العلمي، وتشجيع الجامعات على إقامة المؤتمرات والنشاطات العلمية، وتسليط الضوء على النشر الخارجي والدولي في المجلات العلمية والبحثية ، وربط الجامعة بالمجتمع والاهتمام بالتميز والإبداع.
وأشار الوزير إبراهيم إلى أن انعقاد المؤتمر دليل هام على مواكبة كلية الاقتصاد للنهضة الثقافية والتقانية وتكنولوجيا المعلومات والوقوف على نتائج الأبحاث المعاصرة في خدمة المؤسسات والمجتمع، وتوجه الوزارة اليوم للانتقال بمؤسسات التعليم العالي وتحسين مخرجاتها وبناء القدرات العلمية والتقنية، متمنياً أن يخرج المؤتمر بتوصيات هامة بما يخدم التحول الرقمي في سورية.

تقديم الخدمة
وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب أوضح أهمية المؤتمر والمحاور التي سيناقشها، مبيناً أنه في عالم رقمي تتسارع فيه التحديات هناك فرص الاستفادة من التكنولوجيا في تغيير طريقة تقديم الخدمة للمواطن وبناء اقتصاد رقمي مستدام، وتتسارع الخطوات بتنفيذ التحول الرقمي في الدول، وهناك تحديات عدة في هذا المجال وفرص كذلك، وللتحول الرقمي الدور الكبير في تعزيز التواصل والشفافية وتحقيق سرعة المعالجة والكفاءة التشغيلية والتقليل من هدر المال العام، والتحول مهم أيضا لتعزيز الجاهزية الرقمية من الدراسة وحتى التنفيذ، مع ضرورة تبادل الخبرات الوطنية والاقليمية، وهو ركن أساس لتطوير الجهود ومقياس لتطورها، والمؤتمر يتابع بكل اهتمام تنفيذ استراتيجيات التحول الرقمي للخدمات الحكومية، وهناك مشاريع عدة ضمن هذه الاستراتيجية منها تنفيذ سجلات وطنية إلكترونية واتخاذ إجراءات للمشغل الثالث للاتصالات الخلفية، والتشجيع على صناعة البرمجيات والتطبيقات وغيرها من مشاريع وإجراءات تؤكد على التشجيع للتحول الرقمي لأهميته في مختلف المجالات.
منصة رقمية
محافظ دمشق المهندس طارق كريشاني بين أن المؤتمر محطة جديدة وهدف أساسي للباحثين والمهتمين، وهذا ما يرفع شأن الوطن، والمؤتمر مهم لتبادل الأفكار وتحويلها لواقع عملي يدعم الاقتصاد الوطني، كما أن هناك محاور مهمة في موضوع التحول الرقمي أنجزتها محافظة دمشق وهي في خواتيمها ومنها بالتعاون مع جهات معنية وجامعة دمشق ولاسيما منها محور استثمار الخبرات والتعاون مع الجهات المتخصصة، وإعادة استخدام الجاهزية، وهو أساس كل المحاور اللاحقة وبرنامج الإشغالات ومحور امتلاك منصة إدارية رقمية تشمل جميع الأعمال الإدارية من ديوان وأرشفة وتتبع وتبادل معلومات بالتعاون مع الجامعة، وهو قيد التنفيذ، ومحور الأنظمة الخدمية والدفع الالكتروني وغير ذلك.

مبادرات عربية
رئيس مكتب فرع سورية  للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي- (قيد التأسيس) الدكتور عمار دلول أوضح أهمية موضوع الاقتصاد الرقمي، ويشكل نسبة متزايدة في اقتصاد دول العالم والتحول الرقمي أساس النهوض بالاقتصاد الوطني، ودول العالم تتنافس لاحتلال مراكز متقدمة في تصنيفات الاقتصاد الرقمي على السلم العالمي، وسورية شهدت خطوات متسارعة ملحوظة بالتوجه للتحول الرقمي، ورغم الحرب والحصار والظروف الصعبة تم تشكيل لجنة عليا للتحول الرقمي وأطلقت الحكومة استراتيجية التحول الرقمي، وقطعت مجالاً مهماً في جهود وخدمات الرقمنة والدفع الالكتروني وصولاً إلى برامج ومشاريع وطنية أكثر تقدماً في الوزارات والقطاعات الخدمية والحيوية، وعلى المستوى العربي تم إطلاق الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي في القمة العربية في الجزائر وتمت صياغتها وإعدادها من قبل الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، وتضمنت الرؤية ٥٠ مبادرة و٢٠ برنامجاً رقمياً، وانطلاقاً من مكانة سورية بين الدول  وضرورة الاستفادة من الخطوات والتجارب في هذا المجال وأهمية دور التشاركية بين القطاعات العام والخاص، يتم العمل ضمن عشرات البرامج والسعي لتحقيق أكبر تطور، وبما يحقق لسورية حضوراً متميزاً في مجال الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الرقمي.

رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان أشار إلى أن الجامعة اتخذت شعار ربط الجامعة بالمجتمع ومع تطورات التكنولوجيا بات التحول الرقمي المحرك الأساس للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وللتحول الرقمي أهمية في التعليم العالي وتأثير هام في طريقة عمل مؤسساته على جميع المستويات، والمؤتمر محطة للقاء باحثين عرب وأجانب ومناقشة مواضيع التحول الرقمي والصعوبات والتحديات ووضع حلول مناسبة لها.
عميد كلية الاقتصاد الدكتور حسين دحدوح أكد أن التحول الرقمي والاستفادة هما الاتجاهات السائدة في الاقتصاد الحديث ويقدم التحول الدعم للحكومات، ومتطلبات عملية التنمية تحسين الظروف المعيشية للأفراد من دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية وبما يتناسب مع النمو الاقتصادي وحفظ الموارد والتنمية الاجتماعية.
وعلى هامش المؤتمر افتتح معرض علمي في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات.