الثورة – تقرير لمى حمدان:
بعد أن خيرت روسيا الشركات الغربية العاملة على أراضيها بين الرحيل بخفي حنين أو البقاء والتربّح، تخلت آلاف الشركات الغربية عن فكرة مغادرة السوق الروسية بعد حساب الخسائر التي ستتكبدها.
وأفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن أسباباً عدة أجبرت الشركات الغربية على إعادة النظر في قرار الرحيل، وبينها “الخسائر والعوائق البيروقراطية” حيث تتعرض للتخلي عن أصولها وتتجمد، أو تصادر أموالها وحساباتها في روسيا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين التنفيذيين الذين يعملون مع الشركات الغربية في روسيا قوله: “تجد العديد من الشركات الأوروبية نفسها بين المطرقة والسندان، حيث تم منحها خيار بيع أعمالها بشروط غير مقبول بالنسبة لها”.
ووفقاً للصحيفة، بقيت أكثر من 2100 شركة عالمية في روسيا منذ عام 2022، بما فيها Avon وAir Liquide وReckitt وUnilever وNestle وPhilip Morris، فيما غادرت أو قلصت أنشطتها 1600 شركة.
وصرح المدير العام للشركة الأمريكية Mondelez International في وقت سابق، بأن الشركة لم تغادر روسيا، وستواصل أعمالها فيها، ولم يصر المساهمون فيها على خلاف ذلك.
وأضاف أن الإدارة تحاول “عدم الدخول في مواجهة أو الإدلاء بتصريحات مستفزة، ولكن ببساطة الاستمرار بعملها في روسيا”، على خلفية أن روسيا لا تريد مغادرة الشركات الغربية منها، ولا ترغمها على ذلك.
وأشارت “فاينانشال تايمز” إلى تغير آراء رؤساء الشركات الغربية بشكل كبير، وهم يتساءلون عما إذا كان من الضروري مغادرة روسيا، حيث أن بعضهم “قاموا ببناء 4-5 مصانع على مدار 30 عاماً، ولن يبيعوها بخسارة 90%” من قيمتها كما تشترط الحكومة الروسية على الشركات التي تقرر الرحيل.
وبحسب إحصاء أعدته صحيفة “فايننشال تايمز” في أواخر العام الماضي، واستناداً إلى الحسابات السنوية لنحو 600 شركة أوروبية متعددة الجنسية، خسرت الشركات ما لا يقل عن 100 مليار يورو (حوالي 108 ملايين دولار) “في أعقاب بيع، إغلاق أو تقليص نشاطاتها في روسيا”.
ووفقاً للإحصاء، عانى صانع السيارات الفرنسي “رينو” من خسارة قدرها 2.2 مليار يورو لدى انسحابه في أيار 2022 من روسيا، إحدى أهم الأسواق لمنتجاته في العالم.
أما الشركات التي عانت الخسائر الأبرز فهي تلك العاملة في مجال النفط.
وكانت مجموعة “بي بي” البريطانية أولى المغادرين بعيد بدء العملية الروسية في أوكرانيا أواخر شباط 2022، وتقدّر خسائرها جراء تلك الخطوة بأكثر من 22 مليار يورو.