الثورة:
يواجه الشعب الفلسطيني الدول الكبرى الداعمة للكيان الصهيوني بهرمية الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى والاتحاد الأوروبي (حلف الناتو) في دعمهم للاحتلال الصهيوني الغاصب لدولة فلسطين العربية، من خلال إشرافهم على العدوان الإجرامي الصهيوني بإبادة عائلات فلسطينية بأكملها في غزة وجنين وجباليا والضفة الغربية ورفح.
وكل ذلك موثّق بالصور المباشرة والحية أمام أعين شعوب العالم التي بدأت تتحرك في بعض البلدان الغربية بالتزامن مع تحرك طلاب الجامعات في أميركا وأوروبا في مواجهة حكوماتهم للضغط على إدارات جامعاتهم لعدم تقديم المساعدات المالية والخبرات والتكنولوجيا العلمية لـ “إسرائيل”.
إن تحرك الطلاب في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يمثل الحمية الصادقة على الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين جراء معاناتهم مع الاحتلال الذي يستعمل أبشع أساليب الإجرام من قتل وتنكيل وسفك دماء بريئة وهدم البيوت والمؤسسات الصحية والإنسانية والصناعية لتغيير ومحو الديموغرافية وصولاً لتهجير الأهالي من القطاع وغزة وعدم عودتهم لبيوتهم وأرزاقهم المدمرة ومنعاً لإعادة بنائها.
كل هذا الإجرام لم يشهد التاريخ مثيلاً له كجرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال، وهي موثقة بالإعلام المرئي والمسموع.
إن حكومة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل قرارات الهيئات الإنسانية والمنظمات الدولية كمحكمة الجنايات الدولية التي أدانت الجرائم الذي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومة نتنياهو.
لقد مضى ثمانية أشهر والعدوان الإجرامي الصهيوني مستمر بجرائمه المتكررة بغطاء من الإدارة الأميركية والدول الغربية، أما بعض الدول العربية تتطلع على شاشات التلفزة والسوشل ميديا ترقباً لانتهاء حكومة نتنياهو من عمليتها العسكرية وكأنهم غير معنيين بذلك إرضاءً لأمريكا والغرب!.
وقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة ورفح إلى حوالي ٣٧ ألف شهيد وأكثر من ٨٠ ألف جريح ومعوق بالإضافة للمئات بل الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض الذي لا يستطيع أي من المسعفين الوصول إليهم جراء الاعتداءات المتواصلة لعدم إخراج أي من البشر أحياء.
أسئلة عدة تطرح أمام الرأي العام العربي والغربي.
لماذا لم تتواصل المظاهرات والاعتصامات في الدول تنديداً وشجباً بالعدوان الصهيوني وجرائمه ولو كان ذلك في أي دولة أوروبية لأسقطت حكومات واهتزت عروش، أم أن دماء الشعب العربي رخيصة لحد لم يُعر أي منهم اعتباراً لأطفال ونساء هذا البلد المظلوم المحتل والمغتصب لمباركة الحكومات الخفية المتواطئة عالمياً مع الصهيونية؟!
إن إرادة شعب فلسطين قوية وثابتة على مبدأ أن الأرض ستعود محررة لأهلها وناسها مهما طال الزمن وسيتحقق التحرير قريباً وتعود فلسطين موحدةً أنموذج العيش المشترك على قرع أجراسها في القدس الشريف والأقصى المبارك على أصوات المآذن بالله أكبر.
يوسف جابر – كاتب لبناني