الثورة – ميساء العجي:
للهواية مكانة كبيرة في نفس كل شخص فينا، فهي تنقلنا إلى العالم الذي نحب ونبدع، وبها يشرق وينور ما بداخلنا، ونحقق ما نرغب ونتمنى.
وكان مركز الياس الزيات التربوي للفنون التشكيلية المكان الذي يعمل على تنمية هواية وموهبة بعض الأطفال المبدعين ورعايتها.
يارا وسوف مديرة المركز بينت للثورة ما يقوم به المركز من فعاليات وأنشطة عديدة صيفا وشتاء، حيث يداوم فيه العاملون من الساعةالتاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً. من الواحدة وحتى الخامسة مساء، حيث التسجيل مجاني، وأن الطفل الراغب بالتسجيل عليه إحضار صورتين شخصيتين فقط.
– مبادرة شخصية..
وسوف التي عملت على تزيين جدار المركز والدرج أيضاً من الداخل ببقايا السيراميك على حسابها الشخصي
بالتعاون مع عدد من طلابها في المركز وهم، عيسى وزين وتيم، بعمر الثانية عشر ،وتطوع آخرين من المركز كان له أثر كبير لاسيما وأن العمل مستمر فيه منذ ثلاثة أشهر لغاية اليوم.
– الصعوبات..
وتصف مديرة المركز العمل بالمتعب والشاق لها وللطلاب الذين ساعدوها ورغم ذلك أنجزوا ما أنجزوه لبعض جوانب المركز بكل طاقة واجتهاد وحب إلى أن ظهر على هذا النحو الجميل والمبدع.
– مهارات يقدمها المركز..
وحول المهارات التي يقدمها المركز تذكر وسوف الرسم، والأعمال اليدوية، النحت، وإعادة التدوير، فالمركز يعلم الطلاب على الاستفادة من أي شيء في المنازل كالسيديات والزجاج وغيرها وذلك عن طريق إعادة تدويرها
كما يعمل المركز على مساعدة الطلاب لناحية اكتشاف هوايتهم ومواهبهم الكامنة بداخلهم بغية تنميتها وصقلها حتى يكتشف الطفل بنفسه مدى شغفه وحبه لمواهبه ورغباته التي يبدع فيها ويسعى على حمايتها وتطويرها، مشيرة أن المركز يستقبل عدداً من الطلاب الذين يرغبون بالتسجيل في كلية الفنون الجميلة وبالتالي نقيم لهم دورات في الرسم والنحت وغيرها
– كل طفل مشروع نجاح..
الباحثة النفسية غيثاء حلبي تؤكد أن كل طفل هو مشروع نجاح إذا ما تمكنا من دفعه باتجاه الطريق الذي يناسب مقدرته وتطلعاته، وعلينا أن نعمل على صقل مواهب الطفل الموهوب الذي يظهر تقدماً ملفتاً في أدائه الأكاديمي.
ولا ننسى أن جميع الأهل يرغبون بأن يكون أبناؤهم في المقدمة، ولكن هذا لايعني بأن ندفعهم باتجاه لا يرغبون به، أو ليس لديهم الموهبة الكامنة للإبداع فيه.
وتضيف الحلبي أن العديد من الدراسات العلمية تؤكد أن وجود الموهبة عند الطفل شيء طبيعي، لكن الفارق هو في تطوير الموهبة وجعلها مكسباً يحدد المستقبل والذي يكمن في اكتشاف الموهبة اولاً ثم العمل على تنميتها وتطويرها وهو الدور الذي يجب أن يقوم به الوالدين بالدرجة الأولى ثم ببقية المراكز والدورات
فالتواصل مع الآخرين يخلق الروح الإيجابية ويعمل على رفع قدرة الشخص على التفاعل بشكل إيجابي كما أنها تحميهم من الاضطرابات النفسية والعنف.
واكتساب الطفل المهارات يجعله معتمداً على نفسه وينشأ من الناحية الاجتماعية متعاوناً وناضجاً يستطيع التعامل مع من حوله لحل مشاكله التي تعترضه في المستقبل.
لذلك علينا دائماً أن ننظر إلى الحدود التي لا يستطيع الطفل أن يتخللها والأهم أن نحاول التركيز على بناء نقاط قوته وعلى الموهبة والهداية التي يحب ويرغب، لا أن نحاول تغيير أو معالجة نقاط ضعفه بهواية الأهل وفق مايرغبون بها فقط.
