(فلترة)..

طريقة الفيلسوف (سورين كيركيغارد) التي استخدمها بوضع مسافة بينه وبين بعض ما كتب من خلال استعمال أسماء مستعارة، جعلها تتنبّه إلى جمالية أن نضع فواصل أو حدود، أحياناً، بيننا وبين بعض أفكارنا..

أو بتعبير أدق: بعض الأفكار التي تصدر عنّا.. تلك التي ننطقها ونحن في طريقنا لاختبار شيءٍ ما لم نحسم، بعد، أمرنا تجاهه..

لكن ماذا عن سيل الأفكار التي نطلقها معتقدين أنها تختصر المسافة بيننا وبين الآخر لنكتشف أنها تضاعفها.. وربما تنسف أي قرب..؟

يصرّح (كيركيغارد): “ما من كلمة واحدة في الكتب الموقّعة بأسماء مستعارة تعود إلي… لا تربطني بها أي صلة خاصة… وبهذا فأنا غير متحيّز لِما قيل… لأن ما أكونه في أعماق كياني لا علاقة له مطلقاً بهذه الأعمال المنتجة”..

بدورها.. أدركتْ أن ما تكونه في أعماق كيانها يختلف عن بعض ما تصرّح به من أفكار..

مع أنها لا تنفي أن بعضها الآخر، أي الأفكار، نتبنّاه لأنها تختصر قناعاتنا.. أو لأنها حاملٌ مخلص لجوهر كينونتنا.

هكذا اعتقدتْ، في نقاشاتهما سوياً، التي وصلت إلى غير ما ظنّت.

هل يمكن لبعض ما نصدره من أفكار أن يكون فخّاً لنا..؟

لعل بعضها يمتلك وجوهاً.. أو تلاوينَ.. تختلف بحسب ما ينطق به الآخر.

ولهذا.. في بعض الأوقات ما يحدّد أفكارنا هو أفكار الشخص المقابل لنا..

وهنا غالباً لا تكون أصيلة..

إنما مجرد حالة تبنّي مؤقتة..

نُطلقها كنوعٍ من ممارسه لعبة “الاختباء” أو لعبة “الاختبار” ليس لذات الآخر مقدار ما هو اختبار لنا ولذواتنا في أصالة ما نقتنع ونتبنّى من أفكار.

هكذا تصبح أفكارنا حالة حركية.. تختلف.. وتتبدّل حسب الظرف الذي تتوضّع به وأدّى لولادتها..

المهم التنبّه إلى أن ليس جميعها يعبّر عنّا وعن حقيقة كينونتنا وأصالة ذواتنا.. فبعضها ليس أكثر من رداء/زيّ نرتديه لمعرفة الحقيقي من الزائف.

أما بخصوص المعرفة فتقتنع برأي “كيركيغارد” بوجوب (التحرك إلى الداخل)، كوسيلة ليتعرف المرء على نفسه قبل أن يتعرف على أي شيء آخر..

فما نكونه في أعماقنا يختلف عما نصرّح به أحياناً كثيرة..

أفكارنا ليست هي رغباتنا..

خطؤهما كان بمحاسبة أحدهما الآخر على أفكاره.. على مجرد أفكار..!

وكأننا بحاجة قبل إطلاق أفكارنا، إلى ممارسة عملية تنقية أو (فلترة)..

فماذا يبقى “منّا” حين نقصي ذاك الجزء الأكثر صدقاً وعفوياً..؟

آخر الأخبار
الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات