أعضاء السلطة الرابعة يترشحون لمجلس الشعب.. لأول مرة أكثر من ٢٥ صحفياً وصحفية يخوضون المعركة الانتخابية
الثورة – تحقيق ميساء العلي:
لأول مرة في تاريخ انتخابات مجلس الشعب يسجل ترشح أكثر من ٢٥ صحفياً وصحفية، معظمهم يخضعون للاستئناس الحزبي خلال الأسبوع القادم.
هي فرصة- كما يقول البعض- لحضور وجوه وخبرات جديدة لها بصمات في ملفات مختلفة وقادرة على الحديث الجدي والجريء تحت قبة مجلس الشعب للدفاع عن مطالب الصحفيين بالدرجة الأولى، كون من سينجح سيمثل اتحاد الصحفيين، ومن ناحية أخرى للحديث عن هموم ومشكلات المواطنين، كون السلطة الرابعة هي الأكثر التصاقاً بالحياة اليومية للمواطنين ومعاناتهم المعيشية، بمعنى نحن أمام توسيع مساحات التعبير داخل المجلس وخارجه.
كيف يرى المرشحون الصحفيون دورهم باعتبارهم السلطة الرابعة بمراقبة السلطة التنفيذية لكن هذه المرة من وجهة نظر تشريعية؟
عبد النور: الإعلامي أكثر دراية بهموم الناس..
رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور- المرشح للانتخابات التشريعية- رأى أن ترشح هذا العدد الكبير من الإعلاميين هو ظاهرة إيجابية، وتمنى أن يُفرز عدد كبير منهم للمجلس التشريعي لمناقشة القضايا المتعلقة بالإعلام، وتحديداً قانون الإعلام الذي قد يكون من أول مشاريع القوانين التي ستناقش بالدور التشريعي الجديد، كونه لم يستكمل كمناقشة خلال الدورة الحالية.
وأضاف في حديثه لـ “الثورة” إن الترشح يعكس رغبة من الزملاء لخدمة الناس والمجتمع، كون الإعلامي هو الأكثر دراية بكثير من القضايا، وقد تعطيهم هذه المهمة ميزة أخرى كون لديهم اختصاصات متعددة من الشأن الاقتصادي إلى الخدمي إلى الحقوقي.
ولفت إلى أن السلطة الرابعة يمكن أن تكون السلطة الأولى في هذا الوقت مع تواجد وسائل إعلام جديدة بدأت تأخذ طريقها وتكاد تطغى على الإعلام التقليدي.
وقال: إن السلطة الرابعة- وإن لم تكن دستورياً- كذلك إلا أنها أخذت هذا اللقب من خلال دورها ورقابتها على كل العمل المتعلق بالشأن العام وقضايا الناس بشكل خاص.
وتابع كلامه: إن الإعلامي يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في مجلس الشعب كونه قريباً من الناس يناقش ويحاور همومهم بالوثائق، وهو منهجي بعمله ويمكن أن يقترح الحلول من خلال المعرفة الدقيقة بكل مفاصل الحياة اليومية، والأهم أيضاً أنه من الممكن أن يساهم في وضع التشريعات من خلال برامج عمل واضحة.
الحجلي: مكسب كبير للعمل البرلماني..
تقول الإعلامية ربى الحجلي: إن حضور الصحفيين في هذا الاستحقاق كان لافتاً جداً، وهذا باعتقادي مكسب كبير للعمل البرلماني من جهة وللمواطن الذي افتقد حيوية العمل البرلماني وصوته الذي يفترض أن يكون أكثر حضوراً.
وتتابع: الإعلامي البرلماني، أعتقد جازمة أنه الأقدر بمكان ما على نقل صورة أكثر دقة من الشارع وحاجاته وتطلعاته باعتباره على تماس مستمر معه وبعد سنوات طويلة من الخبرة المكتسبة في الإعلام أصبح الإعلامي قادراً على العطاء ويعتقد أنه بهذه المساحة التي يوفرها العمل البرلماني يستطيع الحركة بمرونة أكبر بجرأة وإرادة، وهذا باعتقادي أحد الأسباب التي تضمن نتائج فارقة.
الحجلي تضيف: إن تجربتها بالإعلام أعطتها قناعة أن ثمة هامشاً واسعاً للحركة أكبر مما يعتقد أي شخص، ولكنها تتخوف ممن يضع الخطوط الحمر، وليس القانون الإداري أو السياسة الإعلامية.. وتحضرها قناعة أن هامش الحركة في المجلس قد لا يقل سعة عما هو في الإعلام، وربما يكون أوسع.. وأن زخم الفعل هناك ربما يعتمد على جرأة عضو مجلس الشعب ونشاطه ورغبته بالحركة، وأن أكثر ما كان يستفزها هو غياب نبض قوي لدى كثير من أعضاء المجلس في المواجهة وغياب نية جدية لديهم في التواصل مع الناس أو الاقتراب من همومهم، ولذلك وفي تحد بينها وبين نفسها أرادت أن تخوض غمار هذا البحر الهائج علها كما تقول تصل إلى نتائج مرضية ذلك حين تنظر أقل وتستمع أكثر وحين تعد أقل وتعمل أكثر.
لكنها تضع في عين الاعتبار أن المعوقات كثيرة وجمة وهناك كثيرون قد يكونون متضررين من أي حراك أو محاسبة وقد يشكلون بمجملهم منظومة قوية أو شبكة تقف في وجهك لكن ثمة آذاناً كثيرة في هذه البلد تسمع وأعيناً كبيرة ترى وأشخاص كثر ينصفون وفي النهاية معركتنا هي معركة بين الحق والباطل.
وتتابع: وبشكل بديهي من أولويات كل واحد فينا مواصلة خدمة من أوصله لهذا المكان من خلال الموقع النيابي، وتلبية مطالب وتطلعات المواطنين بما يتيحه المجلس من صلاحيات وأدوات، مع تصميم على عدم التعب أو الكلل باعتبار وجود العديد من الملفّات المتراكمة والاحتياجات الكثيرة والتي تتطّلب متابعة جادّة ومستمرة وتعاوناً كبيراً من جميع المعنيين في البلد مع الأخذ بالاعتبار ضرورة المكاشفة والمراجعة والمساءلة حين يستدعي الأمر ذلك.
الخضر: ذوو خبرة وكفاءة وحضور..
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين الزميل محمد الخضر يقول: إن إقبال الصحفيين على الترشح لانتخابات مجلس الشعب بهذا الزخم أمر إيجابي بصورة عامة، انطلاقاً من الدور الذي يفترض أن يقوم به الصحفي أساساً في الرقابة والمتابعة، وهو دور محوري للسلطة التشريعية في رقابتها على عمل الحكومة والمؤسسات العامة عموماً، بمعنى أنه إذا ما وصل شخصان أو ثلاثة من الزملاء الصحفيين إلى المجلس فإنهم يشكلون عاملاً مشجعاً في تنشيط عمل المجلس بحثاً وتمحيصاً عن قضايا تهم الرأي العام، استناداً لما يحمله العمل الصحفي من التدقيق والاستقصاء والبحث الدؤوب عن المعلومة وملامسة هموم شرائح مجتمعية بعيدة غالباً عن الأضواء.
وهذه عناوين تضخمت وأصبحت تشكل ظواهر في حياتنا اليومية- ليس في انخفاض مستوى المعيشة، وهي ظاهرة بارزة ومهمة، لكن أيضاً في قضايا انتشار المخدرات وتدهور التعليم واستفحال الفساد وارتفاع سن الزواج وهجرة الشباب الخ.
وتابع الخضر في حديثه: إن مقاربة هذه العناوين من جانب الصحفيين تعطيها توثيقاً ودقة تأتي أساساً من طبيعة العمل الصحفي، إضافة إلى التفات أي قادم من الصحفيين إلى مجلس الشعب يعني نقل هموم ومعاناة الجسم الصحفي إلى السلطة التشريعية بقوة.
وأضاف: إن كل هذا منوط بوصول صحفيين من ذوي الخبرة والكفاءة والحضور المحترم في مجتمعاتهم، والأهم من المشغولين بالهم العام بعيداً عن مصالحهم الآنية، ولست هنا بمعرض تقييم أحد، لكن هناك فروق لا يجوز أن تخفى على أحد في حجم الخبرات القرب من الناس والهم العام بكل تفاصيله.
وختم كلامه: علينا ألا ننسى أن هذا العدد الكبير نسبياً من الصحفيين المتقدمين للانتخابات سيمر عبر عملية الاستئناس الحزبي في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، على اعتبار أن معظم الصحفيين المرشحين من صفوف البعث، ما يعني أن كثيرين من المتقدمين قد تتوقف مسيرة تقديمهم للانتخابات في عملية الاستئناس.
خلف: الدفاع عن الصحفيين
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين يونس خلف لفت إلى أن مشاركة الصحفيين في انتخابات مجلس الشعب تأتي في السياق العام لمشاركة جميع فئات وشرائح المجتمع والاختصاصات العلمية والمهنية، وهي حق واجب، لكن ثمة ظاهرة أهم وأبعد من ذلك هي توجه الصحفيين للعمل في قطاعات أخرى غير الإعلام أيضاً، وبدت هذه الظاهرة بوضوح في انتخابات الإدارة المحلية الأخيرة، واللافت هو وجود أسماء من الإعلاميين من لهم حضورهم وكلمتهم ومسيرتهم الإعلامية الغنية، والأمر الآخر هو نجاح عدد غير قليل من الصحفيين في الانتخابات، من هنا كانت هذه الظاهرة موضوع نقاش وحوار بين الإعلاميين أنفسهم لماذا يترك الصحفي منبره ويذهب إلى مكان آخر؟ وهل يمكن أن يكون أكثر تأثيراً وحضوراً وخدمة للناس في مواقع أخرى غير المنابر الإعلامية؟
وبحسب خلف- الأمر يتصل بسببين: الأول مناخ العمل الإعلامي الموجود الذي يمنع الصحفي من ممارسة دوره بالشكل الأمثل والمؤثر، والسبب الثاني هو الشعور بأن البيئة الإدارية وطريقة التعاطي مع وسائل الإعلام من قبل الحكومة جعلت الصحفي يشعر بالإحباط وأن دوره لم يعد منتجاً وفقدان الثقة بالعمل الصحفي وجدواه، وبالتالي فإن الإعلامي فقد الحماس نتيجة تراجع هوامش العمل الإعلامي الصحيح ومحاصرته بالقيود والإملاءات، وأعتقد أنه من الضروري الوصول إلى تصور لطبيعة العمل الصحفي في سورية، وهي طبيعة عمل أي صحفي في أي مكان آخر في هذا العالم مع فارق الصعوبات وضعف الإمكانات، فلا بد من توفير بيئة تنظيمية وقانونية تسمح لظهور قطاع إعلامي منفتح، ولا بد من ضمانات للحصول على المعلومة وخاصة المتعلقة بالشأن العام والحياة اليومية للمواطن، والمهم أيضاً أن تقتنع الجهات المعنية أن الصحافة السورية قادرة على مواكبة المستجدات في عالم الإعلام والاتصالات عندما تتوفر لها متطلبات العمل والظروف المناسبة لممارسة الدور المأمول.
ولذلك، فإن تطوير الإعلام يرتبط بالدرجة الأولى برفع سقفين، السقف الأول حرية الصحفي وعدم التدخل من خارج الجسم الإعلامي، وتحرير الإعلاميين من قيود الحكومة إلى رحاب الدولة والقانون، والسقف الثاني تحسين الوضع المعيشي للصحفيين كي لا يضطر الصحفي إلى تشتيت جهوده واستنزاف قدراته في أكثر من مكان، كي يستطيع الاستمرار في الحياة ومواجهة تكاليف المعيشة الصعبة.
ويتابع: لقد عانينا في الدور التشريعي الحالي من عدم وجود إعلاميين في مجلس الشعب، ولذلك تم تمرير بعض الثغرات في قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية ومن وجود ملاحظات مازالت قيد النقاش حول مشروع تعديل قانون الإعلام، ومن هنا تأتي أهمية وصول عدد من الإعلاميين إلى مجلس الشعب للدفاع عن الصحفيين وحقوقهم الضائعة والمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية وعدم تقييد حرية الصحفي وعدم حجب المعلومات عنه وصولاً إلى الإسهام في توفير بيئة تشريعية مناسبة للعمل الصحفي.
محمد: دور أكبر للصحفي
بدوره الصحفي الحقوقي هيثم يحيى محمد- المرشح عن دائرة محافظة طرطوس- وضع برنامجه الانتخابي والذي لخص من خلاله ما يجب عليه القيام به كإعلامي، وتحديداً ما يتعلق بمشاركة الإعلامي بوضع مشاريع القوانين الأكثر أهمية للمواطن، والعمل الدقيق في مجلس الشعب بالتعاون مع الحكومة للوصول إلى بنك معلومات حقيقي لجميع مؤسسات وشركات وهيئات الدولة وتفعيل الرقابة على الأداء الحكومي بناء عليه وعلى النتائج على أرض الواقع، والعمل بكل جدية وحرص من أجل أن يأخذ المجلس كامل صلاحياته الدستورية في هذا المجال بما في ذلك العمل على حجب الثقة عن أي وزير يثبت تقصيره في الأداء، إضافة إلى وضع المواطنين بما يقوم به عضو مجلس الشعب بكل شفافية سواء من خلال وسائل الإعلام أو وسائل التواصل أو اللقاءات المباشرة مع الناس في محافظاتهم، وهنا يأتي دور الإعلامي عندما يصبح عضواً في مجلس الشعب كونه الأكثر التصاقاً بقضايا وهموم الناس.
وقاف: كسب ثقة الناس
نائب لرئيس اتحاد الصحفيين ورئيس لجنة الحريات الصحفية الزميلة رائدة وقاف- المرشحة للدور التشريعي القادم لمجلس الشعب رأت أن دور الإعلامي كبير في كشف الفساد ومتابعة قضايا وهموم المواطنين إضافة إلى الدفاع عن حقوق الصحفيين.
وأضافت: إن هناك الكثير من الصحفيين كسبوا ثقة الشارع من خلال العمل الجاد ومتابعة كل قضايا ومشكلات وهموم الناس المعيشية والذي كان من خلال اللقاءات مع المسؤولين ومحاورتهم ومتابعة شكاوى المواطنين، لذلك الصحفي عندما يصبح عضواً في مجلس الشعب سيكون الأكثر معرفة بما يحتاجه المواطنون.
وقالت وقاف: أحاول أن أترجم برنامجي الانتخابي إلى واقع عملي لكسب ثقة الزملاء الإعلاميين، كوني إذا ما نجحت سأمثلهم في مجلس الشعب وثقة المواطن من خلال الحديث عن مشكلاتهم وطرح الحلول والمقترحات لأي قضية تتعلق بهم.
وختمت كلامها.. الدور كبير ولابد أن يكون كذلك كون الإعلام سلطة لا يستهان بها إلى جانب السلطة التشريعية.