رجاء شعبان: الأقلام فراشات ملونة.. وروايتي الجديدة بنت الفلسفة

الثورة – رشا سلوم:

كاتبة سورية استطاعت خلال فترة ليست طويلة أن تثير الكثير من النقاش في المشهد الثقافي ولاسيما على صفحات التواصل الاجتماعي فيما تطرحه بجرأة وقوة.
البعض يرى أنها استطاعت أن تحطم بعض التقاليد الموروثة في التعبير ويذهب آخرون إلى غير ذلك.. لكنها في الحقيقة موجودة بقوة عند الجهتين.. جديد رجاء شعبان رواية مهمة صدرت منذ أيام.. حول هذه الرواية كان لنا معها الحوار التالي:
– روايتك الجديدة توثيق جديد للون من الإبداع لم يهتم مبدعون كثيراً به، أعني تفاصيل الطبيعة؟
باسم الكتابة والقلم.. باسم آية: “ن والقلمِ وما يسطرونَ”
تحت هذا البند أبدأ وأكتب، فإذا سألت ما أغلى شيء لديكِ يفرحكِ ويعيد توازنكِ؟ أقول لك: القلم، بشكله البريء ومنظره البسيط ومعناه العميق! أذكر أنّني دائماً ما كنتُ أقتني أقلاماً كثيرة وملوّنة ذات الحبر الأخضر والبنفسجي والأسود والبرتقالي عدا عن الأزرق المثالي! ويبقى معي مخزون احتياطي منها في كلّ الأحوال وخاصة أثناء المذاكرات والامتحانات حين كنت أسمع: “مين معو قلم زيادة”؟ تلتفت الأنظار مباشرةً إليّ! هذا أوّلاً، وثانياً عندما كانت تنتهي وتفرغ هذه الأقلام من حبرها لم أكن لأرميها كشيء انقضى وانتهى! فصدّقي كنتُ أراها كأزهار أو كعصافير مزركشة ذات ألوان أحبّها أحتفظ بها مزهريّة بعد فراغها لتكون شاهداً على حبر الحياة المقطَّر خلوداً من نور وفرح على السطور إذ بقيت حكاية الحرف الذي لا ينتهي..
أما عن روايتي الجديدة “على تلة البربهان” فهي حقّاً توثيق جديد للون من الإبداع إنّه موجود لكن أسلوب التطرّق إليه اختلف وهذا يرجع لنظرة الكاتب الذي تأتيه الفكرة تلقائية فيلتقطها وقد لا يكون جديداً مستحدثاً بالمعنى الكلّي فربّما قد يكون سبقني بذلك البعض لكن ربّما نحن نجهل ذلك فلا قدرة لنا على الإحاطة بكل منتجات الأدب في العالم.
وجميل أن يحدث جديد على الأقل من وجهة رؤية الكاتب الذي يعيش مراحل ويترجمها وتكبر معه كلّما كبر ونضجت تجربته، أليس الكاتب ابن بيئته وظروفه؟ الرواية هي ابنة الواقع مطعّمة بالخيال، وروايتي هذه تنطلق أحداثها من أشخاص عشت لحظات معهم في الواقع ثم رحلوا فتابعت الحديث معهم بعد الرحيل، فإن كانوا أبناء الواقع والحقيقة المعاشة فالاستمرار في الحديث معهم ضرب من الخيال المحقَّق!
– الرواية تستمد أحداثاً من الواقع هل ثمّة تقاطعات أخرى عندك؟
نعم ثمّة تقاطعات أخرى أقرب لعوالم المونولوج الفلسفي الداخلي الوجداني الذي تُرجِم عبر حوار مع الشخصيات التي أتكلم عنها ومعها، أبطال الرواية من الشخوص التي كانت من لحم ودم الواقع ثم غادرت فطبع الموت عليها صفة الغيبيّة والتحريمات من الحديث معها، لكن ما حصل أنّي تابعت (خيالا) التحدّث إليها، هي من عالمها الذي وصلت إليه وصارت فيه وأنا من واقعي الذي كان واقعهم وما زلت فيه.
فالتقاطعات جميلة من الماضي والحاضر والعالم المفترَض ومتعة الحوار من وراء باب الموت، هذا العالم الذي كان ينتهي عندنا في القبر وإقامة مراسم التعازي وتناقل بعض الذكريات.
– في الرواية سرد شعري هل أضرّ الحدث الروائي؟.
هذه الرواية يغلب فيها جانب الحوار المسرحي بالإضافة للسرد القصصي أو الروائي وجانب الشعر الذي أحبّه جاء لكن ليس أساسيّاً ومحوريّاً بل قيمة جماليّة وسرديّة عفويّة مُضافَة، فالشعر الذي أحبّه انحسر هنا لصالح التخيّل والفكرة المكثّفة، ربّما لو كانت رواية غراميّة بحتة لجاء الشعر مسترسلاً أكثر لكنه هنا كان ضيفاً كريماً.
– رأينا أنّك تثيرين نقاشاً وجدلاً في الوسط الإبداعي، ما ردّك؟
هذا شيء صحّي وجميل ودليل أنّنا نأتي بجديد، قد يستهجنه البعض المعتاد على الروتين والتقليد الفكري الكلاسيكي، وقد يرغب فيه المشتاق المنطلق للحرية في فضاء الفكر الحرّ النبيل والأصيل والذي يأتي بحلّة جديدة تواكب العصر المتسارع الفكر والتقلّب والمزاج.
قد أحزن وأنزعج أحياناً من بعض الذين يتدخّلون باستهجان وعلى صفحاتنا الشخصية منزعجين متصيّدين لكل حرف وكلمة قد تسقط منا سهواً وكأنهم الملائكة ونحن العبيد لديهم، لكن سرعان ما أنكفئ عنهم ببرود وأبتسم مشفقة عليهم، لأن الكون يتّسع للجميع وكلّ يعطي حسب قدرته وما عنده، هم يريدون نمطاً واحداً للفكر أو مستوى خارق من الثقافة والذكاء، والثقافة هي البساطة في الطرح والمحاولة المستمرة والحثيثة للنجاح، وهنا يجرّني هذا السؤال لأشكر أهل الفكر الذين أثاروا نقاشاً جميلاً حول إبداعي زادني علماً ومحبّة وثقة وسعياً لأكون أفضل، والذين يتجاهلون عنوةً متخلّين عن واجبهم الثقافي المؤسساتي بمتابعة الإصدارات ومنتجات الفكر، نقول أيضاً لهم كفانا الله وأغنانا عنكم بجيل طيّب يفهمنا ويقدّرنا على بساطته وطيبته، فشجرة واحدة تظلّلنا وينبوع يروينا، وإن شاء الله تجري من عندنا ينابيع المحبة وتُنبِت الزرع والشجر وتثمر من الغلال والظلال.

وأحبّ أن أقول بأنّ روايتي هذه غالية جدّاً عليّ وأحبّها ليس لكوني كتبتها أنا بل لأنها لن تتكرر معي ثانيةً، الحوار كان غنيّاً من غنى شخصياته الغالية والحقيقيّة، وهي كانت انعكاساً لمرحلة ودّعتها ولن تعود إلا بأخرى، مع روايتي هذه يرتاح بالي وضميري لشخصيات رائعة قابلتها وودّعتها وأحببتُ أن أخلّد ذكرها وفعالها وأثبت خلود نبلها وقيمها.
أهديتها للإعلامية الصديقة التي رحلت: شهيدي عجيب، ولصديق كاتب كذلك رحل: صلاح معلّا وإلى أناس بسيطة رحلت وبقيت في سطوري وذاكرتي التي شاركتُ بها ذاكرة الحياة.

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)