الثورة – هراير جوانيان:
تَسعى منتخبات عديدة إلى دخول تاريخ بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، إذ ستحاول تحقيق نتائج تفوق قدراتها الحقيقية، ومِن ثمّ الوصول إلى أداور متقدمة في (يورو 2024) باعتبار أنّ فرصها في التتويج تبدو شبه منعدمة، معتمدةً في ذلك على أسماءٍ قوية، نجحت في التألق مع أنديتها طوال الموسم، وكذلك قانون البطولة الذي يُعطي صاحب المركز الثالث إمكانية مواصلة طريقه، ولكن مشاهدة هذه المنتخبات في المربع الذهبي مثلاً يبدو أمراً شبه مستحيل، رغم أن بعض الدورات شهدت مفاجآت كبيرة، وستحاول العديد من المنتخبات ألا تكون ضمن أول ستة فرق تغادر البطولة بعد ثلاث مباريات.
وتأمل إسكتلندا والمجر، في المجموعة الأولى، بشكلٍ أساسي، في تخطي الدور الأول، ذلك أنّ صدارة المجموعة تبدو شبه محسومة بين ألمانيا وسويسرا، ورغم أن المجر تملك تاريخاً جيداً في كرة القدم العالمية، فقد شهدت النتائج تراجعاً في السنوات الماضية، ولكن بروز بعض اللاعبين أعاد الأمل في تألّق المنتخب المجري، في حين أن منتخب اسكتلندا، الذي استحق التأهل إلى النهائيات عن جدارة، لم ينجح طوال تاريخه في ثلاث مشاركات سابقة في تجاوز دور المجموعات.
وهناك العديد من المنتخبات الأخرى لا تملك فرصاً كبيرة في التألق، ومِن ثمَ فهي مهددة بوداع البطولة سريعاً، مثل منتخب ألبانيا (خرج من دور المجموعات في يورو 2016 خلال مشاركته الوحيدة)، الذي يلعب في مجموعة صعبة للغاية بوجود إسبانيا وإيطاليا وكرواتيا، وعلى ذلك، لن تكون فرصه في حصد انتصار في هذه المجموعة قائمة، بل سيكون من شبه المستحيل عليه الحصول على نقطة، كما أنّ منتخب جورجيا، الذي تأهل لأول مرة في تاريخه، سيكون في مهمة معقدة أيضاً، وهذا الأمر ينطبق على سلوفينيا، التي تملك بعض الأسماء المميزة، ولكن من الناحية الجماعية لا يبدو منتخبها قوياً، مع العلم أنّها لا تمتلك تاريخاً كبيراً في أمم أوروبا، وبدرجة أقل هناك منتخب صربيا، الذي يملك لاعبين ممتازين للغاية في الهجوم، ولكن مستواه في كأس العالم الأخيرة يؤكد أنه لا يملك عقلية انتصارية، أما منتخب رومانيا، فهو عائد إلى الساحة الدولية بجيل جديد من اللاعبين، ولكن من دون مواهب كبيرة مثل الأجيال السابقة، وهي التي تخوض المنافسات للمرة السادسة، مع العلم أن أفضل إنجاز لها كان بلوغ ربع النهائي في يورو 2000.