الملحق الثقافي-زوات حمدو:
الأدب هو فعل رسولي وعمل إنساني، هو خلق وابتكار وإبداع جمالي.. مادته الأساسية هي اللغة
واللغة يتناولها الرجل والمرأة، وكل منهما له طريقة وبُعدٌ يميزه عن الآخر، وكل منهما يستخدمها ويلونها ويشكلها بأسلوبه الخاص، باتكائه على اللغة من أجل تحقيق ذوات إنسانية مشبعة بقيم المساواة والعدالة، وعلينا ألاّ نربط بين الإبداع ومفهومي الذكورة والأنوثة لأن الأدب نتاج إبداعي للإنسان، بعيداً عن التحديد الجنسي، فالمرأة لا يمكن أن تطرح قضاياها بعيداً عن الرجل، والرجل حاضر في كتابات النساء المتعددة، نجده حبيباً أو خصماً أو مسانداً لها، والرجل أيضاً تناول قضايا المرأة وأبدع في كتاباته عنها أكثر من المرأة نفسها، فهناك ثنائية لا يمكن أن تكون إلا في العمل الإبداعي.
لذلك قضية المرأة هي نفسها قضية الرجل. والمطلب الأساسي هو حرية الإنسان
فكيف للرجل أن يتحرر ونصفه الآخر مكبل بقيود المجتمع لذلك فإن ما ننتهي إليه من إشكاليات في مبحث الإبداع يجعلنا ننظر إلى الأدب بأنه يمثل أهم الرهانات للنهوض بالواقع والانتصار إلى الإنسان، وهذا يعني أن الأدب لا تأنيث له ولا تذكير، وبالتالي لا جنس له.. ولا يمكن الفصل بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه المرأة إلا إجرائياً لا غير.
العدد 1194 – 25 -6-2024