الملحق الثقافي- طهران صارم:
أبدأ بالقول لجان كوهين في تعريف الإبداع « إن الإبداع هو خلق كيان عضوي حيّ وفريد ولا يتكرر «.
إذاً الإبداع لا يمكن أن يكون إلا انسانيا بشكل عام ولا يمكن أن يخضع لمفهوم الجندر.
الإبداع الحقيقي هو حالة تحاكي الحياة والإنسانية من خلال طرح أفكار فلسفية وجمالية ومن خلال خلق قوانين جديدة أو كسر السائد. إن ما ذكرناه لايمكن أن نفرّق من خلاله بين كتابة المراة وكتابة الرجل.
عانت المرأة الكاتبة والشاعرة لفترة طويلة من النظرة الذكورية في مجتمعاتنا الأبوية ولم تحظ بحقها في التقدير، ولكن في العقدين الأخيرين بدأت المساحة تتسع أمامها ما جعلها تعبر عن ذاتها بشكل أكبر وبدأنا نسمع بأسماء كبيرة، ولكن المشكلة تكمن في عقدة الذكورة التي نعاني منها لدرجة أن المرأة نفسها تسعى جاهدة لقطف اعتراف الرجل بها مهما بلغ مستوى إنتاجها الإبداعي.
وهذا ما دفع الرجل المتحكم بالمشهد الثقافي لاستغلال المرأة التي تخوض مجال الكتابة حتى أنه راح يروّج لأسماء نسوية لا علاقة لها بالكتابة، وراح يدفع بها إلى الواجهة لتتصدر المنابر ووسائل النشر، وبالتالي انكفأت المبدعات الحقيقيات على أنفسهن وقلّت فرص ظهورهن أمام ما طفى على السطح من أعشاب ضعيفة.
بالتأكيد ما ذكرناه ليس بحالة صحية وإنما هو مرض يعاني منه المشهد الثقافي، ولكن حسب حركة التاريخ فإن الضعيف إلى زوال ولن يبقى إلا البذور الصالحة سواء عند الرجل أو المرأة.
العدد 1194 – 25 -6-2024