منبج.. مدينة الحضارات تستعيد ذاكرتها الأثرية

الثورة – جهاد اصطيف:

تعرف مدينة منبج بأنها واحدة من أعرق مدن الشمال السوري، وأكثرها غنى بالمواقع الأثرية التي تعكس عمق حضارات تعاقبت على مرّ العصور، فهي مدينة ضاربة في التاريخ، تركت بصماتها في معالمها وأسواقها وحماماتها القديمة، لتشكل اليوم لوحة حضارية فريدة، تحتاج إلى جهد حقيقي للحفاظ عليها.

إذ بدا واضحاً أن هناك عملاً متسارعاً لحماية الإرث التاريخي وصون ما تبقى من القطع الأثرية، في ظلّ التحديات الكبيرة التي فرضتها سنوات الحرب وما رافقها من أعمال تخريب وحفر عشوائي.

جهود لحماية التراث

يوضح مدير الآثار والمتاحف في حلب منير القصقاص، وفق بيان، أن المديرية تولي اهتماماً بالغاً بالمواقع الأثرية في هذه المدينة العريقة، إذ بدأنا مؤخراً تنفيذ مجموعة من الأعمال بالتعاون مع مجلس مدينة منبج وإدارة المنطقة لحماية هذه المواقع، ونظراً لما تعرضت له بعض الآثار من تخريب نتيجة ظروف متعددة، فقد شرعنا في مشروع لجمع القطع الأثرية المبعثرة وحفظها ضمن الحديقة العامة والحمام العثماني.

ويضيف قصقاص: نعمل حالياً على تأهيل الحمام العثماني وتجهيزه، ليكون مركزاً لحفظ وعرض مجموعة من القطع الأثرية النادرة والمهمة، إلى جانب خطط لنقل وتجميع قطع أخرى ضمن الحمام، بما يضمن صون التراث وإتاحته للأجيال القادمة.

لا يقتصر التحدي على حماية المباني التاريخية فحسب، بل يمتد ليشمل ظاهرة الحفر العشوائي التي تفاقمت في بعض مناطق المدينة وريفها، وهو ما شكّل تهديداً مباشراً للمواقع الأثرية.

ويبين رئيس مجلس مدينة منبج أحمد شيخو أنه تتم حالياً عملية جمع القطع الأثرية الموجودة في المدينة والمبعثرة في مواقع مختلفة من الريف، والتي غالباً ما وجدت نتيجة الحفر غير المنظم.

ويضيف: بدأنا بنقل هذه القطع إلى مكان آمن بهدف حفظها وحمايتها، وهناك تنسيق دائم مع الجهات المعنية للحدّ من هذه الظاهرة المؤذية.

حلم المتحف الأثري

رغم هذه الجهود، يبقى الحلم الأكبر لأهالي منبج والقيّمين على التراث فيها، هو إنشاء متحف أثري متكامل، يضم جميع القطع الأثرية التي جمعت من المدينة وريفها، فالمتحف سيكون بمثابة مرجع ثقافي، يعرّف الأجيال بتاريخ منبج العريق، ويعيد إليها مكانتها بين المدن الحضارية.

يقول عدد من سكان المدينة: منبج ليست مدينة عادية، بل هي مرآة لحضارات متعددة، ومن الظلم أن تبقى آثارها موزعة هنا وهناك، نحن بحاجة ماسة لمتحف يليق بتاريخها، يحفظ إرثها، ويجعلها مقصداً للزوار والباحثين.

بين الواقع والطموح

الطريق ليس سهلاً، فالتحديات عديدة، من نقص الإمكانات إلى الحاجة لدعم مؤسساتي أكبر، لكن إرادة أبناء المدينة ومسؤوليها تبدو واضحة، ألا وهي إعادة منبج إلى خارطة المدن الأثرية البارزة في سوريا، فمدينة منبج اليوم أمام تحدٍّ مزدوج، يتمثل بإنقاذ ما تبقى من آثارها وصونها من العبث.

وفي الوقت نفسه الاستثمار بهذا الإرث، ليكون رافعة ثقافية وسياحية، تعكس صورتها الحقيقية.

وإذا ما تحقق حلم المتحف الأثري، فإن منبج ستعود لتتبوأ مكانتها الطبيعية كمدينة حضارة وتاريخ، شاهدة على عظمة الماضي وحارسة لذاكرة الأجيال القادمة.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً