الثورة – غصون سليمان:
يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان تقديم خدمات الصحة الإنجابية والحماية الأساسية للنساء والفتيات في جميع أنحاء سورية، وقد استطاع الصندوق من خلال استمرار الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وصندوق الأمم المتحدة للسكان تقديم الرعاية والحماية العاجلة للنساء والفتيات السوريات.
فقد مكّن التمويل الإنساني المُقدّم من الاتحاد الأوروبي صندوقَ السكان من تقديم الرعاية والحماية التي تشتد الحاجة إليها لما يقرب من 300 ألف من السوريين داخل البلاد، وكانت غالبية المستفيدين من النساء والفتيات.
وأشار الصندوق في بيان له أن المنحة التي قدمها الاتحاد الأوروبي بقيمة 14.6 مليون يورو لدعم برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان بين عامي 2023 و2025، وجهت لخدمات الصحة الإنجابية والوقاية من العنف، والتي يتم تقديمها من دمشق وعبر الحدود من غازي عنتاب.
وأشار البيان بالقول إنه على الرغم من الجهود المتواصلة للجهات الفاعلة الإنسانية، لا تزال الأزمة في سورية واحدة من أكثر حالات الطوارئ الإنسانية والحماية تعقيدًا في العالم. ففي العام 2024، بلغ عدد من يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية 16.7 مليون شخصاً، وهو أعلى رقم منذ بداية الأزمة في عام 2011. ويضم هذا الرقم 8.4 ملايين امرأة وفتاة، حوالى 4.1 ملايين منهن في سن الإنجاب.
وقد كشفت مراجعة حديثة أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان عن تحديات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، ما أثر بشكل كبير على الخدمات الصحية الأساسية. وفي الوقت نفسه، لا تزال النساء والفتيات عرضةً لانتهاكات حقوق الإنسان والتي تشمل القتل غير المشروع والحرمان التعسفي من الحرية والعنف والتمييز القائمين على النوع الاجتماعي، والأسوأ من ذلك حسب تقرير الصندوق أنه بات يُنظر في السنوات الأخيرة إلى هذه الانتهاكات على أنها أمر طبيعي.
وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أنه ما زال ثابتاً في التزامه بتقديم استجابة إقليمية منسقة لضمان حماية النساء والفتيات من العنف وحصولهن أيضاً على خدمات الصحة الإنجابية عالية الجودة وهي رؤية لا يمكن تحقيقها دون الدعم السخيّ من الجهات المانحة مثل الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق ذكرت المدير الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية ليلى بكر مؤخراً: “إن التزام صندوق الأمم المتحدة للسكان تجاه النساء والفتيات وصحتهن وحقوقهن وكرامتهن في سورية ثابت وقوي ولا تراجع عنه. وبفضل شراكتنا الراسخة مع الاتحاد الأوروبي ودعمه لالتزاماتنا المشتركة، تَمكّنا من توفير خدمات الصحة والحماية الإنجابية الأساسية في جميع أنحاء سورية، بما في ذلك في المناطق الريفية والمناطق التي يصعب الوصول إليها، حيث يندر وجود هذه الخدمات في كثير من الأحيان.”
وكشف تقييم حديث لِأثرِ المساعدات المُقدّمة في جميع أنحاء سورية، أن أفراد المجتمع يُقدّرون بشدة الخدمات الضرورية التي يقدمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهي مهمة للغاية ولا بدّ من تقديم استجابة منسّقة وفعّالة.