الثورة – منهل إبراهيم:
دخلت الحرب على غزة شهرها التاسع وتظهر ملامح الهزيمة الإسرائيلية واضحة وجلية، في سياق حروب الاحتلال العبثية التي تنتج الخراب بعد القصف العشوائي، فلا هدف للكيان الصهيوني سوى استعراض القوة المميتة والتوسع على حساب دماء الأطفال والمدنيين.
جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجه اليوم الاثنين، السكان والنازحين في مناطق الصبرة والرمال وتل الهوا والدرج بمدينة غزة، بمغادرتها فوراً باتجاه مدينة دير البلح وسط القطاع.
ومثل هذه التوجيهات، تأتي عادة، كإجراء يسبق هجمات جوية ومدفعية وبرية قوية يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بداعي أن المنطقة ستشهد “قتالاً عنيفاً” حسب تعبير الاحتلال.
وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة “إكس”: “نداء عاجل إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق الصبرة، الرمال، تل الهوا والدرج”.
وأضاف الصهيوني أدرعي: “عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى مآوي دير البلح في المنطقة الإنسانية (حسب زعمه)”.
وسبق أن أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي توجيهات سابقة مماثلة منذ بدء معاركه البرية البربرية على قطاع غزة في 27 تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن موجات نزوح كبيرة، وسط حالة إنسانية مزرية في أوساط الفلسطينيين المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ.
وزعم حينها، أن المناطق التي طلب التوجه إليها “آمنة”، إلا أنه استهدفها مراراً وأوقع العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين من مناطق القصف.
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق الاثنين، عن بدء عملية برية في مدينة غزة بما فيها مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وزعم جيش الكيان أن “المجمّع يحتوي على وسائل قتالية وغرف احتجاز ومباحث وتحقيقات تابعة للمقاومة، كما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته عملت في المنطقة في الماضي، وقضت واعتقلت العديد من عناصر المقاومة ودمّرت مسار نفق تحت المجمع، وكل ذلك محض هراء وكذب يصدر عن الاحتلال ليبرر عدوانه المتواصل على غزة.
ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، تشن “إسرائيل” بدعم أمريكي حرباً على غزة أسفرت عن أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
ويواصل الاحتلال هذه الحرب متجاهلاً قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
ورغم ذلك يدفع الاحتلال المزيد من الأثمان الباهظة والخسائر القاتلة، وهو عاجلاً أم آجلاً سينتهي به الحال إلى النزول عن الشجرة، والاعتراف بالهزيمة في غزة، وعلى الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.