المرأة والأدوار الثقافية

الملحق الثقافي- رولا محمد السيد:
بالنسبة للعلماء يبدأ تاريخ البشرية بالنسبة للمرأة مع أمنا حواء «لوسي» الجدة البعيدة، التي ولدت قبل نحو 3 ملايين سنة في القرن الأفريقي.
ولكن ما المرأة؟ من أين نبدأ؟ البداية مع سيمون دي بوفوار.. في «الجنس الآخر»، كتابها الأشهر، ترسم دي بوفوار ما يشبه تاريخاً وجودياً لحياة المرأة: كيف يتغير تعامل المرأة مع جسدها، ووظائفها الجسدية، عبر سنوات حياتها، وكيف يؤثر المجتمع على هذا التعامل.
هنا، تطرح دي بوفوار السؤال الأساسي بشأن التجسيد الأنثوي: هل المعوقات المزعومة للجسد الأنثوي، هي حقاً معوقات موجودة بشكل موضوعي في المجتمعات كافة، أو أن المجتمع ببساطة، هو من حكم بكونها معوقات؟ تجيب عن هذا السؤال بالتعرض لدراسات حالة عن المراحل المختلفة لحياة المرأة. في هذه الدراسات، يُصَوَّر الجسد الأنثوي بكونه إيجابياً وسلبياً، وتصوَّر المرأة بكونها مقهورة وحرة. جسد المرأة هو محل ذلك الغموض، بإمكانها أن تستخدمه وسيلة للانعتاق، أو تشعر بأنها واقعة تحت سطوته. لا توجد حقيقة جوهرية في هذا الشأن، بل تعتمد على الدرجة التي ترى فيها المرأة نفسها كائناً حراً، بدلًا من محط أنظار المجتمع.
بالنسبة للفيلسوف غيوم فون دير فايد، «المرأة هي إنسان من الجنس الأنثوي. ولأنها تشكل قضية مركزية في المجتمع، قد يقول البعض: هكذا وجدت المرأة نفسها مختزلة في هذه الأبعاد الثلاثة: الحمل البيولوجي، وإدارة الأسرة، والذاكرة الثقافية.
وسواء تعاملنا مع الحالة الإنسانية، مهما كانت زاوية الهجوم، فإننا نجد دائماً، في أي مكان جيد، امرأة، تشارك في كل المعارك والنشاطات الاجتماعية والحياتية.
أول المعارك التي لا نهاية لها هي معركة مكانتها في المجتمعات البشرية. ننسى في كثير من الأحيان أن الإنسانية خرجت من رحم المرأة.
إذا كان صحيحاً أنه في قصص الكتاب المقدس، يُنظر إلى الولادة على أنها عقاب «سوف تلدين من الألم»، فإن ثقل تقاليد النظام الأبوي لم يؤد إلا إلى ترسيخ هذا الفصل العنصري الذي لا يمكن تبريره. وخاصة أنه مع التقنيات الطبية الحالية، يمكن للمرأة أن تلد دون ألم، أو حتى الاستعانة بمصادر خارجية لحملها من خلال تأجير الأرحام.
وهذا يعني أن التفكيكات أصبحت ضرورية بشكل متزايد لإزالة المصفوفة التي تراكمت على مدى آلاف السنين من النظام الأبوي وكراهية النساء.
نحن في القرن الحادي والعشرين، والمسارات الاجتماعية للنساء، بشكل عام، دائماً ما تكون أقل بدرجة من تلك الخاصة بالرجال، حتى وأود أن أقول أحياناً وخاصة في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات، حيث يتم التعبير عن التمنيات التقية فيوم المرأة 8 آذار في جميع أنحاء العالم، لا يأتي بأي شيء حاسم لحالة المرأة.
لقد بدا لنا أنه من المهم أن نشهد أولاً لنضال المرأة بشكل مطلق، مهما كان نطاقها، وذلك منذ فجر البشرية. بالفعل في عصور ما قبل التاريخ، في «تقسيم العمل»، تم تكليف المرأة لعب دورها كأم للإنسانية.
تدريجياً، وزعت الأدوار الثقافية الصارمة، ولن يكون للجنس «الأضعف» المزعوم الحق في الفصل. إنه الرجل الذي يلتقط كل الضوء ويسلط علة دوره دون المرأة أحياناً كثيرة.
إن دوره (الأب هنا) هو الدفاع عن وحدة الأسرة، والأمر متروك للمرأة لرعاية الموقد(الطعام) والأطفال، ومع ذلك فقد أظهر التاريخ أن النساء ثرن دائماً ضد هذه «المهمة» الفريدة.
نراها من خلال البراعة في كل المجالات، وليس هناك مجال خاص بالإنسان. سنقدم بعض الأمثلة التي نبين فيها أن المرأة يمكن أن تزدهر في المهن «التي تشتهر بأنها مهن للرجال». إن الكليشيهات والقوالب النمطية تموت بشدة، تغذيها السلطة الأبوية القائمة على التواطؤ بين جميع الثقافات، ولكن أيضاً من خلال تأثير المكاسب المفاجئة التي تعني سوء فهم الأديان. لقد عمل النظام الأبوي – في المجتمعات وخاصة النامية – معاً لإبقاء المرأة في حالة من العبودية.
لقد كان نضالًا دائماً، ويمكن للمرء أن يقول، نضالًا خالداً للنساء من أجل الظهور الذي طالب به واستحقه ألف مرة. في الواقع، مثل «سيزيف» المحكوم عليها بالتدحرج إلى الأبد إلى قمة التل، وهي صخرة تتدحرج إلى الأسفل في كل مرة قبل أن تصل إلى القمة، لذلك يجب على المرأة أن تقنع طوال الوقت، وهذا صراع يبدأ دائماً من جديد.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من اليقينيات المعلنة ذاتياً، فإن المرأة ليست حرة في الغرب أيضاً. العبودية نفسها، بأشكال مختلفة، لا تزال موجودة، إضافة إلى «التجاوزات» التي تؤدي في نهاية المطاف إلى شيطنة المرأة من خلال تفتيت وحدة الأسرة، وهي المصفوفة الأساسية للتنظيم الاجتماعي لمدة عشرة آلاف عام على الأقل.
إن إدراك مهام المرأة الثقافية يبدأ بوعي دورها ومكانتها في المجتمع ومدى تقبل الرجل لهذا الدور والرضا به.
                            

العدد 1197 – 16 -7-2024     

آخر الأخبار
سوريا تدين العدوان الإسرائيلي على مؤسسات حكومية ومدنية في دمشق والسويداء حرصاً على مصلحة الطلاب.. تأجيل امتحان الانكليزية للثانوية في السويداء غداً إلغاء القيمة الرائجة وتبسيط ضريبة العقارات.. وزير المالية يكشف: ضرائبنا الأدنى في المنطقة رسالتنا للعالم.. متمسكون بحقنا في الحرية والدفاع عن وطننا استئناف تسجيل إجازات السوق.. يعكس حالة الارتياح لدى المواطنين   خبير مالي لـ"الثورة": التوجه الضريبي الجديد يشير إلى توجه اقتصادي واعد سوريا تشارك افتراضياً في أولمبياد الرياضيات الدولي "المجتمع يسأل والمحافظة تجيب".. مؤتمر حلب لتعزيز الشفافية والتواصل بائعو المياه .. فوضى الحضور ..وواقع يومي لمعاناة لا تنتهي!  نقابة المهندسين تتحرك علمياً لمواجهة الحرائق.. لجنة بيئية وتقرير وطني قيد الإعداد إدلب.. وقفات شعبية تعلن دعم الأمن العام وتندد بالعدوان الإسرائيلي الغلاء يهدد المؤونة ويحولها إلى رفاهية.. البامية 35 ألف ليرة والملوخية60 ألفاً استطلاعات رأي تعطي الأولوية لأميركا في العلاقات الاقتصادية على حساب الصين إدانات عربية ودولية: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تهديد لاستقرار المنطقة سوريا تدين الانتهاكات بحق أهلنا في السويداء وتتعهد بمحاسبة المتورطين مجموعة البحث والإنقاذ القطرية تؤكد دعم قطر المتواصل للشعب السوري درعا تستقبل العائلات المتضررة والمهجرة من السويداء ملامح النظام الضريبي الجديد.. الحلاق لـ "الثورة": صفحة جديدة مع قطاع الأعمال تقوم على مبدأ العدل وا... الخطوط الجوية القطرية تستأنف رحلاتها إلى حلب في آب المقبل هل تمارس موسكو ضغوطاً على طهران لإبرام اتفاق "صفر تخصيب" مع واشنطن؟