الملحق الثقافي-غسان شمة:
يثير أي حوار، أو نقاش، حول واقع المرأة، ووضعها، وحقوقها الإنسانية والاجتماعية، جدلاً حاراً عند طرحه على أي مستوى وفي أي مكان. وهو قد يبدأ من التنشئة الاجتماعية والتربية النفسية و»الثقافية» ولا ينتهي بالضرورة عند الجانب القانوني ذلك أن جزءاً كبيراً من الجانب المعرفي متجذر في بنية الثقافة الذكورية المهيمنة على كثير من مجتمعاتنا التي ترخي بظلالها الثقيلة على كاهل النساء، وإن بدت بعض تفاصيل الصورة تشير إلى زوايا ومواقف قد تعزز من دور المرأة وموقعها في الحياة والمجتمع بمستويات مختلفة..
قبل أيام أقيمت في ثقافي دمشق-أبو رمانة ندوة بعنوان «المرأة المثقفة ودورها في النهضة المجتمعية» نظمتها رابطة البيان الثقافي. وقد شهدت الندوة طروحات منوعة وغنية، قاربت واقع المرأة من مستويات متعددة تشابك فيها الاجتماعي بالمعرفي والثقافي والقانوني. ولم يغب عنها الجانب التاريخي في تعالقه المفاهيمي للأنوثة والذكورة، وتبادل الأدوار، وانقلاب المواقع..
نعرف جميعاً أن هذا الموضوع على جانب كبير من التعقيد والإشكالية المعرفية والاجتماعية وهو موضوع ساخن وجدلي وله الكثير من التشعبات التي تفيض عن هذه المحطة التي تبغي الانطلاق من الحديث عن الندوة، إلى الإشارة والتأكيد على أهمية هذا المشروع الثقافي باعتباره منجزاً جديداً يحسب للقائمين عليه، في وقت تبدو الثقافة والعمل الفكري في حالة تراجع مستمر وعلى المستويات كافة في مجتمعاتنا.. ويزيد من تقديرنا للرابطة والقائمين عليها الرؤية والمشروع المتمثل بالقيام بدور فاعل في الحياة الثقافية، وتحفيز الشباب والأدباء والكتاب..
إن أي مشروع من هذا النمط يستحق التقدير والاهتمام والدعم من أصحاب الشأن الثقافي لأنه يعمل على فتح نوافذ للضوء في ظل ظروف تتسم بالقحل في هذا المجال الإنساني والثقافي كما يتلامح مشهده العام…
العدد 1197 – 16 -7-2024