التنمية البشريّة وتطوير الذات.. من موهبتهم إلى الاحترافية.. رسالتهم: معاً لتحفيز العقل والإبداع والتميّز

الثورة- رنا بدري سلوم:
أسمعتم يوماً عن النّور الذي تستفزّه النافذةُ المغلقة، الطّاعنةُ بصمتها، أسمعتم عن قلبٍ ملَّ مساراته، فخلق طوافه الجديد، أسمعتم عن عقلٍ تحرّر من طين الأرض، واستوطن إنسانيّة الإنسان! هكذا كانوا النور، النبض والمسار، «تنمويون بلس» مجموعة من الأكاديميين المتخصصين بالتنمية البشرية وتطوير الذات، جمعهم حب التدريب ومواكبة علوم تطوير الذات البشرية، حاورتهم «الثورة «، لتسليط الضوء على تجربتهم، كيف آمنوا بأنفسهم وتتبعوا صوتهم الداخلي فانطلقوا من الموهبة إلى الاحترافية؟، كيف صنعوا ذواتهم ومن أين جاؤوا بهذه الطاقة الإيجابية وكيف تخصصوا وأثبتوا أنفسهم في حقل التدريب محلياً ودولياً؟ الذي يشاع عنه أنه عمل من لا عمل له، ويشوبه الكثير من المتطفّلين!.
ما بعد الوظيفة
بعد ثلاثين عاماً من عملها في القطاع الحكومي، تنقلت الحقوقية يسرى عبد الدائم بين دوائر الهيئة العامة للبحوث العلميّة الزراعية آنذاك، ثم قدمت استقالتها، لم تقف حياتها المهنية هنا، بل تابعت في مسيرة التدريب لحبّها في تدريب الآخرين وتقديم معرفتها وخبرتها، وهو ما دفعها لامتهان التدريب فاتبعت دورة إعداد مدربين لدى كلية كنغستون البريطانية ودورة لدى البورد الألماني وأصبحت مدربة معتمدة لديهم و انضمت لفريق تنمويون بلس الدولي تقول عبد الدائم: على المدرب أن يمتلك قاعدة سليمة ليدرّب الآخرين وأن يتعلم أصول هذا العلم بأن يتبع دورات تدريبية في هذا المجال وينمّي معارفه ويصقل مهاراته ويتعلّم مهارات جديدة، وعلى المدرّب أن يتمتع بصفات عديدة تجعله مدرباً ناجحاً منها الكاريزما وقوة الشخصية، الثقة بالنفس والتمتع بالذكاء العاطفي والاجتماعي والتمكن من المعلومات والصبر والشغف الحقيقي لتدريب الآخرين، إضافة إلى صفات المدرب الحميدة التي تنعكس على أي مهنة يمتهنها و يؤثر بالمحيطين حوله.
بينما طوّعت المدربة اعتدال صياح الجبر شخصيتها مع المهنة التي كانت تمتهنها قبل التقاعد في مجال الصحة والتقصّي عن الأمراض الوبائية، مقدمة ورشات التنمية البشرية المستدامة والتثقيف الصحي في مجال الأمراض الوبائية الخطرة كونها حاصلة على شهادة دبلوم مخبر تحاليل طبية وكانت ضمن مخبر وفريق تقصي الأمراض الوبائية.
وبرأي الجبر أن احتياجات حقل التدريب اليوم هي اكتساب المهارات المتعددة التي تتناسب مع التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي ومتابعة القضايا الاجتماعية المهمة ونشر السلام والثقافة والتنمية البشرية، المدربة الجبر عضو في فريق تنمويون بلس من البورد الألماني وعضو بأكثر من منصة دولية ومشرفة على فروع منصة اتحاد اليمن الدولي الأعلى للسلام والثقافة والتنمية البشرية، مبينة أن المدرب يؤثر في بيئته ويساعد على تطور المفاهيم الاجتماعية وفهم بعض المشكلات الحياتية والتعامل معها بشكل أكثر سلاماً وتقبلاً للواقع.
من القاعدة إلى الهرم
كيف أصبح مثلك؟ سؤالٌ وجهه الدكتور وحيد العاسمي لمدربه حين كان العاسمي موظفاً بصفة بائع في مجال الأزياء عام 1992 في دولة الكويت آنذاك، ضحك المدرب وأجابه: عليك أن تتابع الدورات التدريبية التي تختص بالجانب التثقيفي وبناء الشخصية، فكانت هي الشرارة الأولى التي قادته إلى عالم التدريب، يقول العاسمي: درست العلوم الإنسانية كي أكون أقرب إلى واقع التدريب وفهم مواقع الخلل في التنمية البشرية والاجتماعية، وبرأيه على المدرب أن يجعل دراسة الحالة التدريبية هي نصب العين، وهذا يترافق مع احترام البيئة بكل معانيها من عادات وتقاليد ومعتقدات وتؤدي دورها.
حاول العاسمي أن يخلق مدربين قادرين على مواكبة التطورات وليس اللاحق بها، بل التقدم عليها بما لديه من خبرة، ليصبح منسق العلاقات الدولية في البورد الألماني للتدريب والاستشارات، ومؤسس فريق تنمويون بلس (Developers Plus Team) وبرأيه يحتاج حقل التدريب اليوم، وسط فوضى عالم التدريب الذي يعاني من المتطفلين إلى خبراء من عالم التدرب نفسه وتنظيم جودة العمل وتنظيمها على أسس تقدم لنا ولشعبنا ووطننا التنمية الحقيقية التي هي أساس نهضة الشعوب.
طموح أكاديمي
«كنت أحلم أن أصبح شخصيّة قياديّة ومتميزة، وبدأت الشرارة التي أوقدت مجال التدريب في داخلي أثناء دراستي في المعهد الوطني للإدارة العامة، وبسبب تفاعلي- والقول للمدربة صابرين سليم ونوس طالبة دكتوراه علاقات دولية والموظفة في وزارة التنمية الإدارية – وتجربتي مع قامات أكاديمية قد خلق لدي المؤثر الأكبر والذي مد يد العون، فكان قدوتي العلمية الدكتور نورس وطفه فهو من ساعدني وشجعني وأثناء التدريب تعلّمت كيف أتعامل مع المشاكل في بيئة العمل وكيف أتصرّف بذكاء وكيف أحصل على الفرص التدريبية وكيف أسوق لنفسي وكيف أصبح شخصاً قيادياً وأملك جمهوراً يؤمن بقدراتي وبالنسبة لفريق تنمويون أضاف لي حب العمل الجماعي واتساع شريحة الجماهير التي تعرفني، والقاعدة تقول إن جميع المتميزين في التدريب بدؤوا صغاراً ومع التحسين المستمر والسعي للتميز استطاعوا الوصول إلى جمهور كبير يثق بإمكانياتهم وقدراتهم الحقيقية وأؤكد أن الشغف والحماس هما عنوانا النجاح في كل عمل.
بينما اتخذ المدرب كهدرز إبراهيم اختصاصي في علم الجودة والبيئة والصحة والسلامة المهنية وإدارة الأخطار قرارًا هاماً في حياته وهو دعم جيل الشباب الذي يعتبر القاعدة والأساس لبناء المجتمع والمساهمة في بناء الوطن، لذلك ومن إيمانه بدور الشباب وقدرته على تحقيق الأحلام والتطوير والتغيير أثّر في ثلاثة عشر جريحاً عانى الأمرّين خلال فترة الحرب، يقول: كانت موهبتي تدفعني للعمل، والتدريب ليس مهنة وحسب وإنما إيمان وشغف ورغبة وهواية وهدف، يؤمن بأن المدرب قادر على خلق بيئة تستطيع جذب المتدربين وتحقيق العلامة الفارقة في عالم التدريب، لذا اقترنت الموهبة والفطرة بالخبرة والقدرات والإمكانات وأنا اليوم مدرب معتمد لدى البورد الأميركي والكندي والألماني منذ ٢٠٠٨ إضافة إلى إكمالي دكتوراه قيد الإنجاز في الإدارة المهنية من أكاديمية بافريك البلجيكية.
« التدريب حاجة مجتمعيّة لابد منها لنقل الخبرات والوعي والعلم في المجتمع مما قد يساعد في النهوض به والمساهمة في تطويره من خلال تطوير أفراده ورفع سويّتهم المعرفية والمهارية والنفسية من خلال الورشات والدورات التدريبية للفريق وإضافة خبرة للمدرب من خلال احتكاكه مع أفراد المجتمع كمدربين أو كمتدربين على امتداد حدود الوطن والحدود العربية» وفقاً للمدربة عزة محمد شربا، دكتوراه قيد الإنجاز في تقنيات التعليم كلية التربية جامعة دمشق، وبرأي شربا لابد من خلق بيئة تدريبية خاصة لكل مدرب بحسب إمكاناته ومما لاشك فيه أن التدريب عن بعد أصبح ضرورة انتشرت في كل المجتمعات نتيجة للحروب والكوارث والأمراض فنشأت هنا الحاجة إلى وجود مدربين لديهم القدرة على التدريب عن بعد ولو بالوسائل البسيطة المتاحة، لترميم ما نتج من نقص في ظل الفوضى المنتشرة بكثرة نتيجة للتطور التكنولوجي المتسارع الذي أرسى بآثار سلبية على مجتمعنا للأسف بات لا بد من الاستفادة من هذا التطور من الناحية الإيجابية وتسييرها لخدمة الوطن بالدرجة الأولى عبر نشر العلم وهو أسمى أهداف البشرية.
مؤثّرات في مجتمعهن
بحكم تعامل المدربة حلا عباس من العراق مع الفئة الأهم في المجتمع وبحسب واقع المجتمعات العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص بفرض قيود على البنات ما يسبب لهن عدم الاستقرار النفسي، ولد هدفها في التخصّص بمجال التنمية البشرية الإرشاد النفسي حين كانت مدرسة فيزياء في إحدى المدارس الإعدادية للبنات، ومن هنا كان لابد من وجود المساعد أو المعالج أو المدرب لتوجيههن بالشكل الصحيح وبالقدر المناسب لأعمارهن، حصلت عباس على شهادة البورد الألماني لإعداد المدربين قبل خمس سنوات، وبرأيها أنه على المدرّب خلق بيئة مناسبة للتدريب، بل يجب أن يكون منطلقاً من البيئة التي يعيش فيها الفرد ليكون قادراً على استغلال الإمكانيات المتاحة لصالح الأفكار التي يحاول تقديمها.
في حين بقيت الطفلة الشغوفة بالعلم تسكن المدربة ريم أبو حسون، التي كانت مؤثرة بمن حولها بترك أثر في الأشخاص من حيث تغيير الأفكار و تطوير السلوك وصقل المهارات، وهو ما مارسته في حقلها المهني كمدربة في الشؤون الأسرية وتربية الطفل، بعد حصولها على البوردين الألماني والكويتي للاستشارات والتدريب، تقول: بدأ شغفي منذ المراحل الأولى من العمر بكيفية نقل المعلومة ببساطة وترك أثرها من خلال التعامل مع أسرتي و محيطي، وهكذا لمست تأثيري، فكان المؤشر الأول لي من أجل العمل والمثابرة واكتسابي مهارات المدرب الاحترافي وكان هذا الشغف يزداد بداخلي أكثر وأكثر ويستمر ولا يتوقف إلى أن أصبحت ما عليه اليوم، تخصّصت في العلوم الزراعية، وعملت على تدريب المرأة الريفية وإدارة المشاريع والجدوى الاقتصادية، فبرأيي أن كل نجاح وتميز واستمرار يتطلب منا معرفة البيئة بشكل صحيح والعمل على جعل هذه البيئة من أسس نجاح التدريب أو التخصص أو العمل.
بدورها حجزت اختصاصية التثقيف الصّحي المدربة مي المصري لنفسها مكانة مجتمعية دولية وساهمت بالتدريب وإقامة عدّة دورات وورشات توعويّة عن الأمراض الوبائية والأمراض الشائعة بعدة جهات محليّة ودولية فهي مدربة دولية معتمدة، وهي اليوم من ضمن مئة شخصيّة مؤثرة عام ٢٠٢٣ من مؤسسة ترجمان العرب الدولية، وضمن خمسين شخصية مؤثرة من اكسفورد، فبرأيها يجب أن يتمتع المدرب الدولي بإدارة الوقت والذكاء العاطفي والحداثة والتطوير في معلوماته ومعارفه.
تدريب وتأهيل نفسي
«إن تعزز التواصل الفعّال مع المحيط و مدى التأثير الإيجابي الذي طرأ على مسار الأشخاص على الصعيد المهني والاجتماعي والنفسي وقصص النجاح المؤثرة التي ساهم بإيصالها لبر الأمان وإحداث التغيير الإيجابي لدى الأشخاص» عزز لدى المدرب والمعالج النفسي الحاصل على دكتوراه في علم النفس المدرّب الدولي مهند ميّا أهمية التدريب لديه مؤمناً والقول له» نظراً للحاجة الماسة لتطوير الكوادر الشابة وتمكينهم بمهارات ومؤهلات تساعدهم في البدء للتخطيط لمستقبلهم وتحديد مسارهم المهني في ظل الظروف الصعبة والتحديات التي تواجهنا جميعاً وكوني ناشطاً ولدي خبرة في التعامل والتواصل مع كافة الفئات العمرية من خلال عملي الإنساني وجدت أنه من المفترض أن يكون لي دور وبصمة في مجال التأهيل والتدريب ومساعدة الناس لإحداث تغيير إيجابي وفعّال في حياتهم وقصص النجاح التي صنعتها والكثيرة جداً كانت كفيلة في الحفاظ على شغفي و تعزيز ثقتي بنفسي للاستمرار بالعطاء وتطوير مؤهلاتي بشكل مستمر لمواكبة التطورات السريعة للمفاهيم والوسائل والأدوات التقنيّة لجيل الشباب والتي أصبح مولعاً بها بطرق متعددة وتعليمه كيفية الاستفادة الأمثل من قدراته وطاقاته لبدء حياته المهنيّة وأن ينظر الشخص لنفسه بأنه استثمار ومشروع قائم بحد ذاته.
قوننة حقل التدريب
عوّل أعضاء الفريق على دور الإعلام في كشف الزيف في عالم التدريب وخاصة للذين يرونه دجاجة تبيض ذهباً، ووجود قانون يحمي المدربين، إضافة إلى تسليط الضوء على المؤسسات الحقيقية في عالم التدريب وتعريف صفة مدرّب دولي التي تطلق على من لديه خبرة لا تقل عن سنتين وأيضاً مارس التدريب في قارتين «مثلاً دولة من آسيا ودولة من إفريقيا» على أن يكون التدريب على أرض الواقع أون لاين.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم