الثورة- رنا بدري سلوم:
ربما يطول الشرح عن رسالة تريد كاتبة مسرحية «حكاية روح» إيصالها للجمهور، وخاصة أنها تتكوّن من صراعات الإنسان، حول «المصلحة، الخيانة، الرغبة، التملّك» وغيرها، في حوارات استحضاريّة سعت كاتبة ومخرجة المسرحيّة الفنانة «كاميليا بطرس» عبر شخصية واحدة» المونودراما» أن تضعها نصب عينيها لتحدثنا عن حوار العاطفة والعقل بشخصيات تستحضرها البطلة من ذاكرتها منذ أربعين عاماً، ولعبت دورها الفنانة «جويل مهنا».
«حكاية روح» ستعرض غداً الإثنين على خشبة مسرح المركز الثقافي في حماة ضمن مهرجان «المونودراما» المسرحي فيها برعاية مديرية الثقافة والمسرح القومي في حماة وبالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة.
وفي تصريح لصحيفة الثورة بيّنت مؤلفة ومخرجة العمل الفنانة كاميليا بطرس: أن جوهر نص المسرحية هو «الانتباه إلى مصداقيّة مشاعرنا واختيارنا بتأنٍ نوعية الأشخاص الذين نبني معهم علاقاتنا الاجتماعية والعاطفية، فتحكيم العقل الواعي وضبط العاطفة هو سر سعادة الإنسان ونجاحه على كافة الصعد».
وعن حكاية القصّة أشارت بطرس إلى أن البطلة قاضية، مها تحب مهنتها وتعيش حالة هيامٍ وعشقٍ وكانت متمسكة بحبها إلى أبعد الحدود، إلا أن صلاح شاب غير مناسب لها بكل المقاييس، إضافة إلى معارضة أهلها مباركة ارتباطهما، حيث يُزاح الستار عن وجهه الحقيقي ويظهر في تفاصيل المسرحية على أنه لم يكن وفياً لها، بل استغل وجود صديقتها محاولاً التقرّب منها بشتى الطرق والوسائل، وبعد أحداث متتالية نصل إلى تبادل التهم حول جريمة قتل صديقتها واتهام والد مها، وتعلن المحكمة أخيراً ارتكاب صلاح الجريمة خنقاً طمعاً بمالها ويُحكم القاتل بالسجن المؤبد، لتفقد مها الأمل في كل شيء بسبب تأثرها بالصدمة الكبيرة، فقلبها مكلوم على قصة حب باءت بالفشل رغم محاولاتها ترميم شروخ العلاقة العاطفية، وقد جمعت أوراقها وتوجّهت بتماسك إلى القصر العدلي لتحيي العدل بعقلها وتعيد توازنها العاطفي كقاضية.
تختم بطرس بالقول: إن القصّة محاطة بوقفات عديدة لكثير من ثنايا روح الإنسان وتناقضات المشاعر التي تثبتها المواقف، كالانتقال من مشاعر الإخلاص والصداقة والمحبة والوفاء إلى مشاعر الكذب والمصلحة والخيانة والخداع، وباختصار إنها حكاية أرواحنا المتعبة جميعاً في كل الأزمنة.