الثورة – حسين روماني
حين يعلو صوت الموسيقا فوق الضجيج، تُفتح شبابيك الأمل، في دار الأوبرا بدمشق، عاد المسرح ليقول كلمته من جديد من خلال العرض الموسيقي “وردة إشبيلية.. تاج العروس” الذي جلس أصحابه في مؤتمر صحفي تحدثوا عنه، إيذاناً بانطلاق العروض في الثالث والرابع والخامس من تشرين الثاني عند الساعة الثامنة مساءً.
العمل، الذي يُعدّ أول عرض “ميوزكل” يُقدَّم على خشبة دار الأوبرا بعد التحرير، يوقّعه المخرج أحمد زهير، كتبه محمد عمر وألف موسيقاه محمد هباش، مع مصممة الرقصات رنيم ملط، وإضاءة ماهر هربش، ويؤديه النجم نوار بلبل إلى جانب القديرة ناهد الحلبي في بطولةٍ طال انتظارها سنوات من الاغتراب.
من الأندلس إلى دمشق
“وردة إشبيلية” ليست حكاية عن الماضي بقدر ما هي استعادة لروحٍ عربيةٍ خالدة، تُعيد الأندلس إلى وجداننا عبر الغناء والرقص والمشهدية الباذخة، يقول المخرج زهير في المؤتمر: “اخترنا الأندلس لأننا نرى فيها وجهاً لسوريا القادرة على ترميم ثقافتها حين تنصف فنانيها وتمنحهم المساحة ليحكوا قصتها من جديد”.
أما الموسيقي محمد هباش فاعتبر أن الموسيقا في العمل ليست خلفية، بل شريكة في السرد، تصعد وتهبط مع الحوار والحركة، بينما تحدّثت رنيم ملط عن فن التعبير الراقص بوصفه “لغة الجسد التي تقول ما تعجز عنه الكلمات”.
نوار بلبل.. المسرح وطن
جلس نوار بلبل أمام الصحفيين بحماس وقال: “لم أغادر المسرح يوماً، واليوم أعود إليه في مرحلة جديدة من الازدهار، المسرح في سوريا ليس ترفاً، بل إعلان حياة”، وأضاف أن التحدي الحقيقي يكمن في إنتاج عملٍ كبير في زمنٍ يهيمن عليه مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن “الطريق إلى العالمية يبدأ من خشبةٍ تعرف كيف تحب جمهورها”.
دعمٌ ومسؤولية
منظمة “موزاييك السورية” كانت من أبرز الداعمين، وعن المشاركة في العمل قالت الباحثة في التراث الثقافي سيدة رانيا قطف : “تأتي من إيمانٍ بأن الفن هو اللغة الأصدق التي توحّد السوريين”.
ووجّه فريق العمل شكرَه لوزارة الثقافة ومديرية دار الأوبرا على ما قُدّم من دعمٍ لوجستي ورعاية، معتبرين أن “المؤسسة الرسمية عندما تؤمن بالفن، تفتح له الطريق ليصل إلى الناس”.
نحو غدٍ ثقافي جديد
هكذا بدا المؤتمر الصحفي أشبه ببيان ثقافيٍ مفتوح، سوريا تتعافى، والمسرح يعود ليكون مرآتها الأجمل، وفي “وردة إشبيلية.. تاج العروس” ستتعانق الموسيقا بالرقص، وتشتبك الحكاية بالضوء ليُعلن أن خشبة المسرح هي المساحة المليئة بالجمال.