الكتاب السّوري في الفضاء الأوروبي.. شعلة ثورة ورسالة انتماء وحريّة

الثورة – أحمد صلال – باريس:

مع موجات الهجرة السورية، إبان الثورة السورية وتفاعلاتها، حمل السوريون رغم أوجاع التهجير وآلامه ثقافتهم؛ أدباً وفكراً ومسرحاً وغناء وطعاماً.. فكانوا حملة ثقافة أصيلة وغنية، ضاربة الجذور، ولفتوا الأنظار أينما حلوا، بوصفهم مجتمعاً مثقفاً لا بوصفهم لاجئين يستجدون شفقة الآخرين.

أقيم معرض ستوكهولم للكتاب العربي مؤخراً، وكان حلقة في سلسلة معارض متنقلة بين العواصم الأوروبية والمدن الكبرى.

حَمَلة حضارة ورُسُل ثقافة

في حفل توقيع كتابيه “حارس الفصول والظلال” (شعر) و”نوردك وقصص أخرى” (قصص)، الصادرين عن دار سامح للنشر ومقرها السويد، يقول الأديب السوري الدكتور موسى رحوم عباس لصحيفة “الثورة”: “سعيد جداً في هذه اللقاءات المفتوحة مع القارئ العربي عموماً، والسوري خصوصاً.

نحن حملة ثقافة، ورسل حضارة، نقدم ثقافتنا للمجتمع السويدي بكل فئاته، فأدبنا هو رسالة محبة وتعاون وسلام بين الثقافات العالمية”.

وأضاف الأديب عباس أن الثقافة تلغي الجدران بين الشعوب، وتمثل بالشاعر السويدي النوبلي توماس ترانسترومر الذي نادى بهدم الجدران، والتعاون بين الثقافات المختلفة للشعوب في هذا العالم.

وعندما سألناه عما يعني له معرض الكتاب العربي، أجاب: “معارض الكتب ليست سوقاً لبيع الكتاب، هذه إحدى وظائفها، لكنها تعني اللقاء بين أطراف عملية الكتابة: المؤلف، والناشر، والقارئ.

هي عملية تواصل وتعاون وطرح أفكار، كما أنها عملية تثقيف للأسرة كلها”.

وأضاف: “إنك عندما تصطحب أطفالك إلى المعرض، فأنت تغرس فيهم حب القراءة واحترام الكلمة”.

نشاطات لمعرض ستوكهولم

تُقام على هامش المعرض العديد من النشاطات التي تعزز من قيمة الكتاب، وتتيح للمؤلفين اللقاء المباشر بالقراء.

ذكر لنا الدكتور عباس أن حفلات التوقيع على بساطتها تعني للكاتب نوعًا من التقدير، وكذلك اللقاءات المفتوحة مع الشعراء والكتاب في الركن المخصص لهذا النشاط، حيث التقى عدد منهم بجمهور القراء، ودارت حوارات مباشرة، يسودها جو من المودة والتعاون، استمعوا فيها لآراء الحاضرين وانطباعاتهم.

من بين هؤلاء الأدباء السوريين، الشُّعراء: فرج بيرقدار، أحمد الصويري، وفائي ليلا، رأفت حكمت، نور الملاح، فاطمة حرسان.

تخللت لقاءاتهم قراءات شعرية حملت عناوين المنفى والبلاد والذاكرة.

سعادتنا منقوصة..

“لن تكون سعادتنا كاملة إلا حين تكون كتبنا بين أيدي أهلنا في سوريا؛ فنحن نكتب عنهم ولهم، نحن نروي سردية الثورة، والحرية، والجمال في وجه القبح والعنصرية والطائفية”، بهذه الكلمات اختتم الأديب عباس لقاءه، متمنياً الاستقرار والأمان لبلاده سوريا.

هموم وطموحات

سامح الخلف، ناشر سوري مؤسس دار سامح للنشر في السويد ومديرها العام، التقته صحيفة “الثورة” على هامش المعرض، وسألناه عن دور الناشر العربي عموماً، والسوري خصوصاً في نشر الثقافة العربية في دول المهجر الأوروبية.

فأجاب: “للناشر السوري والعربي المقيم والناشط في أوروبا دور هام في نشر الثقافة العربية، وترسيخها وحفظها في أوساط الجاليات العربية في دول الاغتراب، وذلك من خلال توفير الكتاب العربي للقراء المغتربين من جهة، ونشر إنتاج الكتاب المقيمين في دول الاغتراب من جهة أخرى”.

وأضاف: “إذا أخذنا السويد كمثال، فإن الكتب العربية التي ننشرها متوفرة في المكتبات العامة الموجودة في جميع البلديات السويدية”.

الكتب الأكثر إقبالًا من القراء العرب

الإقبال على معارض الكتاب العربي التي تقام في الدول الأوروبية مقبول إجمالاً، لكنه ليس كثيفاً كما هو الحال في معارض الكتب التي تقام في الدول العربية، وقد يكون السبب في ذلك هو توفر الكتب في المكتبات العامة وسهولة استعارة الكتب. عموماً، يُقبل رواد المعارض هنا على الروايات، وخصوصاً روايات التشويق والإثارة، حسبما يراه الناشر الخلف من خلال متابعته لحركة البيع والطلب.

صناعة النشر

يذكر الخلف أن أهم الصعوبات التي تواجه الناشرين هي صعوبة شحن إنتاجنا من هنا إلى السوق العربية والعكس، على سبيل المثال، ومن أجل المشاركة في المعارض العربية، نضطر في معظم الأحيان إلى الطباعة والتخزين في إحدى الدول العربية، وفي ذلك تكاليف مادية إضافية، فوق أعباء السفر للمشاركة في المعارض.

وعندما تساءلنا عن إمكاننا القول بوجود حركة أدبية ثقافية سورية في السويد وباقي الدول الأوروبية، ذكر لنا الناشر الخلف: “في السويد، نعم بالتأكيد، معظم الكتاب والمؤلفين الذين ننشر لهم مقيمون في السويد أولاً، وفي الدول الأوروبية المجاورة ثانياً. هؤلاء الكتاب منتجون وناشطون في الروابط الثقافية العربية والأوروبية، ومعظمهم أعضاء في اتحادات الكتاب المحلية، وبعضهم أصبح من الوجوه البارزة في الحركة الثقافية هنا في السويد”.

كل الدروب تؤدي إلى دمشق

يتحدث الناشر الخلف عن شوقه ليكون في قلب الوطن دمشق، تنطلق كلماته بحرارة لافتة؛ فيقول: “نحن في دار سامح للنشر ننتظر بشوق إقامة أول دورة لمعرض دمشق الدولي للكتاب بعد التحرير، وسنحرص على أن نكون من أوائل المشاركين إن شاء الله”.

وأضاف: “ثمة صعوبات تحول دون ذلك، ولا بد من معالجتها من قبل الجهات المسؤولة عن الثقافة والكتاب، من أهم التسهيلات التي نأملها سهولة إدخال الكتب وإخراجها من دون أية عوائق إدارية أو جمركية، بالإضافة بالطبع إلى المعاملة الخاصة التي ينتظرها الناشر في بلده الأم من حيث رسوم المشاركة في المعرض، كما هو متبع في البلدان العربية الأخرى من حيث المزايا الممنوحة للناشر الوطني”.

وتابع: “نتطلع نحن الناشرين السوريين الذين أسّسنا دور نشر ناشطة وفاعلة في المهجر إلى الحصول على تراخيص سورية، إما من أجل العودة للعمل في الوطن في مرحلة ما، أو لتكون لنا فروع في سوريا ننطلق منها للتفاعل مع القارئ السوري ومع المعارض العربية وسوق الكتاب العربي”.

“وهذه برسم اتحاد الناشرين السوريين، ووزارة الثقافة السورية، واتحاد الكتاب العرب في دمشق، ترى، هل نرى كتابنا وأدباءنا وناشرينا المغتربين بين أهلهم، وفي ربوع وطنهم الناهض كالعنقاء من رماد المعارك، إلى سماء الحرية والازدهار؟”.

آخر الأخبار
"بوابة العمل" تصنع الفرص وتستثمر بالكفاءات المعرض الدولي لإعادة الإعمار فرصة جديدة للبناء في سوريا "المركزي": تفعيل التحويلات المباشرة مع السعودية يدعم الاقتصاد لجنة "سلامة الغذاء" تبدأ جولاتها على المعامل الغذائية في حلب "إعمار سوريا": نافذة الأمل للمستثمرين.. وقوانين قديمة تعوق المسيرة محافظ حلب يفتتح ثلاث مدارس جديدة في ريف المحافظة الجنوبي تعاون بين "صناعة دمشق" ومنظمة إيطالية لدعم التدريب وتأهيل الشباب الرئيس الشرع يبحث مع الأمير بن سلمان التعاون الثنائي آلية جديدة لخفض تكاليف إنتاج بيض المائدة في دمشق وريفها  سوريا تعلن اعترافها الرسمي بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة  الرئيس الشرع خلال جلسة حوارية في الرياض: السعودية تشكل أهمية كبرى للمنطقة وسوريا ركيزة أساسية لاستقر... 2500 فرصة عمل في ملتقى بوابة العمل الرابع بدمشق "الرياض 2025".. ضوء أخضر لجذب الاستثمارات العالمية إلى سوريا الشرع يلتقي السواحة وأبو نيان والجاسر في الرياض خبير نفطي يقترح خطوات إنقاذية لقطاع النفط المتهالك الوفد السوري يشارك في لقاء النخب الاقتصادية بالرياض عاصم أبو حجيلة: زيارة الشرع للرياض تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة دمشق الذكية.. من ماروتا وباسيليا إلى مدينتين خضراوين "تقانة المعلومات": خطوات ثابتة نحو أمن رقمي متكامل مشاركة سوريا في "مبادرة الاستثمار" رسالة اطمئنان للمستثمرين