الثورة- لميس عودة:
منذ بداية العدوان على غزة، وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأطفال على رأس قائمة استهدافاتها الإجرامية، في تحدٍّ صارخ لكل المواثيق والأعراف الإنسانية والدولية، فاستشهد الآلاف منهم، ولم تزل آلة القتل الإسرائيلية تحصد المزيد منهم مع كل يوم إضافي من العدوان، فيما يبقى الآلاف منهم في عداد المفقودين تحت أنقاض منازلهم المدمرة، ومن بقى حياً منهم يعاني من أضرار جسدية ونفسية مدمرة، ولاسيما أن غالبيتهم فقدوا أسرهم.
ووسط هذه المعاناة الصعبة التي يعيشها أطفال غزة قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، اليوم الأربعاء، إن الأطفال يدفعون «الثمن الأعلى للحرب في غزة، وسط النزوح والخوف من فقدان طفولتهم».
وأضافت «الأونروا» في منشور على منصة إكس ونقلته وكالة وفا: «يواصل زملاؤنا في الأونروا تقديم الأنشطة النفسية والاجتماعية والترفيهية لمنح الأطفال الشعور بالحياة الطبيعية قدر الإمكان».
وشددت الوكالة على أنه «يجب أن يكون الأطفال قادرين على أن يكونوا أطفالاً».
وكانت مسؤولة الاتصالات في «الأونروا»، لويز ووتردج، قد أكدت في وقت سابق من يوم أمس أن قوات الاحتلال وضعت ما يزيد على 80 بالمئة من مناطق قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء، وأن آلاف الفلسطينيين يواصلون الفرار مجدداً من مدينة خان يونس.
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن 150 ألف شخص نزحوا من خان يونس جنوب قطاع غزة خلال يوم واحد فقط.
وأشار دوجاريك في مؤتمر صحفي يوم أمس، إلى أن كل «أوامر الإخلاء الإسرائيلية تقلب حياة الناس رأساً على عقب»، مؤكداً أن أوامر الإخلاء التي أصدرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في وقت قصير جداً عن طريق إرسال منشورات قبل الهجوم يزيد من المخاطر على حياة الناس.
ولفت إلى أن «الناس اضطروا إلى الفرار من دون أن يأخذوا أي شيء معهم، مبيناً عدم وجود بنية تحتية في المناطق التي توجه إليها النازحون.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت أوامر للفلسطينيين في الأحياء الشرقية لخان يونس بـالإخلاء الفوري، والتوجه نحو ما سمتها المنطقة الإنسانية المستحدثة في المواصي غربي المدينة.