الثورة – منهل إبراهيم:
غابت كاملا هاريس عن خطاب رئيس وزراء الاحتلال الذي وصفه البعض بالإهانة للولايات المتحدة في عقر دارها، بعد أن تأهبت قوى الأمن في العاصمة الأميركية واشنطن للخطاب، وأغلقت الشوارع وعززت من الوجود الأمني، فيما نصبت شرطة الكابيتول سياجاً أمنياً حول المبنى تحسباً للمظاهرات التي شارك فيها ناشطون من ولايات مختلفة مثل ميشيغان، ووصل عدد المشاركين إلى ما يقارب 10 آلاف متظاهر.
في هذه الأثناء ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز”، اليوم الخميس، أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما يعتزم دعم ترشيح الحزب الديمقراطي لنائبة الرئيس كاملا هاريس لخوض سباق الرئاسة لهذا العام، وفق رويترز.
ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة قولها إن أوباما عبّر عن دعمه لهاريس خلال محادثات خاصة كما أنه على تواصل معها، وأضافت “مساعدون لأوباما وهاريس ناقشوا إمكانية تنسيق ظهورهما معاً في الحملة الانتخابية، لكن لم يتم تحديد موعد بعد”.
ومع عدم ظهور أي منافس لهاريس على ترشيح الحزب، حصلت على تأييد مندوبي الحزب الديمقراطي يوم الاثنين الماضي بعد يوم من إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي.
وفيما وصفت مصادر في الكونغرس قرار هاريس بعدم حضور خطاب رئيس وزراء الاحتلال بـ”الذكي انتخابياً”، يحذر مسؤولون سابقون من قراءة هذا الغياب على أنه تغيير في السياسة الأميركية تجاه “إسرائيل”، وتقول مارا رودمان، النائبة السابقة للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، في تصريحات صحفية إنه وعلى الرغم من أن هاريس “لا تجمعها سنوات من العلاقة مع نتنياهو مقارنة ببايدن، فإنها تشارك الرئيس الأميركي في قراءته لمصالح واشنطن”، وتضيف: “توقعوا ثباتاً في اللهجة والمقاربة (تجاه إسرائيل) من هاريس”.
ويوافق الترمان على هذه المقاربة فيقول: “صحيح أن لهجة هاريس تجاه إسرائيل هي أكثر حدة من بايدن، لكنها تتماشى مع خطاب الحزب الديمقراطي التقليدي، وأتوقع أن تبقى كذلك”.
ولعلّ أبرز اختلاف بين بايدن وهاريس في هذا الملف هو الضغط على “إسرائيل” علناً لإنهاء الحرب على غزة، ونقلت صحيفة (بوليتيكو) عن أحد مساعدي هاريس قوله إنها سوف تؤكد في اجتماعها الثنائي مع نتنياهو “التزامها بأمن إسرائيل” لكنها سوف تشدد في الوقت نفسه على أن “الوقت حان لإنهاء الحرب بطريقة تضمن أمن إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى”.
لكن على الجانب الداخلي، يذهب البعض إلى أن هاريس تسعى إلى التوفيق بين الشق التقليدي من الحزب، الممثل ببايدن، والجناح التقدمي الذي يوجه انتقادات لاذعة وعلنية لنتنياهو، مثل السيناتور برني ساندرز، الذي أصدر بياناً شديد اللهجة دعا فيه إلى عدم الترحيب بنتنياهو في الكونغرس، بل “إدانة سياساته في غزة والضفة الغربية ورفضه لدعم حل الدولتين”.
ساندرز عبّر أيضاً عن اعتقاده بأن حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة “يجب ألا تحصل على قرش إضافي من دافع الضرائب الأميركي ليستمر في تدميره غير الإنساني لغزة”.
ومارا رودمان، النائبة السابقة للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط تقول “لطالما ركز نتنياهو على مصالحه السياسية المحلية الضيقة والشخصية، وهذا هو المؤشر الذي يعتمد عليه في كل حساباته”، وقد لاقى خطابه أمام الكونغرس انتقادات واسعة ووصف بأنه جلسة عار وحفلة أكاذيب أمام الكونغرس الأمريكي.