الثورة _ هشام اللحام:
كشفت انتخابات إدارات الأندية، الأساس الضعيف والتراجع المخيف لرياضتنا، على صعيد النتائج والتصنيف، لفرقنا ومنتخباتنا ومسابقاتنا، هذا التراجع وصل إلى حالة تتطلب إدخال رياضتنا في العناية المركزة، كيف لا والمشاركة السورية في أهم وأبرز حدث رياضي على مستوى العالم، وهو الألعاب الأولمبية تقتصر على ستة رياضيين فقط! أربعة منهم يشاركون ببطاقة دعوة، وليس بالتأهل من خلال التصفيات ؟ وهذا ما كان أيضاً في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة وما قبلها.
ولم يكن خافياً على أحد ذلك التراجع الذي بدأ من سنوات، ويزداد بشكل يدعو للتساؤل والدهشة: متى يوضع حد لهذا التراجع؟ ومتى تخرج رياضتنا من هذا النفق المظلم المملوء بالفوضى والاستهتار والضعف الإداري، من قمة الهرم الرياضي وإلى القاعدة؟ وبصراحة يأتي السؤال الأهم: ماذا يحدث في رياضتنا؟ هذا السؤال لأنه فعلاً لا أحد يعرف ماذا يحدث ولماذا تدار الرياضة في كل مفاصلها بهذا الشكل؟
أندية من ورق
باختصار نقول: لولا طفرات متمثلة اليوم في الربّاع العالمي معن أسعد، وعدد من الفرسان المتألقين، وهناك مواهب فردية للأسف لم يعرف المسؤولون عنها كيف يتعاملون معها، لولا هؤلاء لما بقي من رياضتنا إلا منتخبات وفرق تشارك بشكل عشوائي.
كل ما سبق قوله لأن أساس البناء الرياضي، وهو الأندية، بات أساساً هشّاً، نعم الأندية اليوم أندية من ورق، أندية تفتقد المقومات لتكون أندية حقيقية ! والاتحاد الرياضي خلال عقود لم يعمل لجعل هذه الأندية قوية وقادرة على اكتشاف وصناعة الأبطال.
الكل يتابع انتخابات مجالس إدارات الأندية، هذه الانتخابات كشفت حال الأندية وغياب الدعم والخلل في النظام الداخلي الذي تقوم عليه الانتخابات، والكثير من السلبيات التي نوجزها في السطور القليلة التالية:
– موضوع الانتساب والعضوية في الأندية والذي كله فوضى وإهمال.
– الشروط التي وضعت لمن يرغب بالترشح والتي لم تكن مدروسة.
– الانتخابات التي تجري ثم يتبعها الحل والتعيين أكثر من مرة، ما يفقد الأندية الاستقرار.
– ضعف الأندية مادياً لعدم وجود موارد كافية وثابتة.
– تهميش الخبرات والكفاءات، الأمر الذي دفع الكثيرين للابتعاد.
– الاهتمام بالعمل التجاري والاستثمارات على حساب العمل الفني.
هذا شيء من كثير جعلنا نرى في الانتخابات الجارية اليوم ما يثير الدهشة، فهناك عدد من الأندية الكبيرة التي لم تجر انتخاباتها لعدم وجود مرشحين، وهذا طبيعي، لأنه لايوجد ما يدفع للعمل في إدارات الأندية التي ترهقها الديون، وتحتاج إلى أموال كثيرة، بينما الاتحاد الرياضي يقف متفرجاً تاركاً للأندية لمن يرغب من الداعمين الذين يمكن أن يتخلوا في أي لحظة ويتركوا الأندية في ورطة!
وقد لاحظنا المشاكل والصراعات التي تمتلئ بها أنديتنا، بسبب سوء المتابعة، وغياب الحكمة، وعدم إعطاء الأندية الوقت الكافي من الاهتمام من جانب القيادة الرياضية، وعندما تكون الأندية بهذا الشكل وهذه الحال، فلا شيء يطمئن، بل على العكس يمكن القول على رياضتنا السلام.