الثورة – منهل إبراهيم:
تبنت “إسرائيل” خطة قديمة وغير ملائمة، وتجاهلت النصائح المهنية والخطر المحتمل على الأسرى لدى المقاومة، وانتهت خططها بهدوء بعد بضعة أشهر دون تحقيق أي نتائج ملموسة، بل الفشل الذريع كان حليف مشروعها المسمى “أتلانتس”.
صحيفة “هآرتس” الصهيونية سلطت الضوء على مشروع “أتلانتس” والفشل العسكري المتوقع الذي لم يتم إيقافه حتى فوات الأوان، وكان من المفترض أن تكون الخطة مبتكرة، حلاً جديداً وسريعاً نسبياً لإحدى أكثر الجبهات تعقيداً في قطاع غزة”.
أو كما وصفها جيش الاحتلال الإسرائيلي: “اختراق هندسي وتكنولوجي كبير للتعامل مع التحدي تحت الأرض”، خلف كل هذه الأوصاف كان مشروع “أتلانتس”، نظاماً من المفترض أن يدمر أنفاق المقاومة، عن طريق ضخ مياه البحر بكثافة عالية.
ولكن بعد نحو نصف عام من الكشف عن هذا النظام، تبين أن مشروع “أتلانتس” فشل، لم يعد قيد الاستخدام، ولا يستطيع أحد في جيش الاحتلال أن يقول ما إذا كان هناك أي فائدة من هذا المشروع المكلف.
ويكشف تحقيق “هآرتس”، استناداً إلى محادثات مع سلسلة من المصادر المختلفة التي شاركت بشكل وثيق في تطوير وتشغيل النظام، بالإضافة إلى وثائق ومحاضر مناقشات مغلقة شارك فيها ضباط كبار ومحترفون، عدداً كبيراً من الأخطاء في كيفية التعامل معه من قبل جيش الاحتلال، ويقدم لمحة عن فشل متوقع.
تبين أن النظام بدأ يعمل حتى قبل الحصول على الآراء اللازمة التي طلبها جيش الاحتلال، وأنه وراء النشاط المتسارع كان هناك قدر كبير من الضغط المفروض من الأعلى، من قائد القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان؛ وأنه تم تشغيله مع احتمال تعريض حياة الإسرائيليين الذين كانوا أحياءً عند أسرهم إلى القطاع.
وقال مصدر صهيوني شارك بعمق في مشروع “أتلانتس”: “تم تشغيل النظام في نفق مركزي واحد على الأقل، كان يُستخدم بوضوح من قبل المقاومة خلال مراحل مختلفة من الحرب، ومن المحتمل جداً أن هناك أسرى كانوا هناك لدى حركة حماس”.
والسؤال عن كيف تحول مشروع وصفته قوات الاحتلال الإسرائيلية بأنه كسر التعادل إلى فشل متزايد لديه إجابة معقدة.
ووفق التقرير، أحد الأسباب الرئيسية هو الخلفية، خلال الأيام الأولى من الحرب على غزة، قال مصدر صهيوني: “الإنجازات على الأرض ضد حماس كانت غير ذات أهمية، معظم عناصرها، خصوصاً الجناح العسكري، دخلت الأنفاق وهذا خلق ضغطاً على القيادة العليا للجيش الإسرائيلي”.
لهذا السبب، قال مصدر آخر تحدث إلى الصحيفة الصهيونية: “طلب فينكلمان حلولاً، لضرب حماس في الأنفاق… وكان هناك إحباط لأن القوات لم تكن تعتقد حقاً أننا سنبدأ في دخول كل الأنفاق… بدؤوا أيضاً في إدراك أبعاد الأنفاق التي لم تكن المخابرات العسكرية تعلم عنها”.
ويقول محللون: “في الواقع، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يفتقر إلى المعلومات والبيانات المطلوبة عن الأنفاق، ولا يعرف كيفية إغراقها بطريقة تلحق الأذى بالداخل أو تجعلهم يهربون إلى السطح”.
وخلال المشروع، أتيحت للمحققين من سلطة المياه الصهيونية فرصة الاطلاع على دراسة أعدها ناشط في المقاومة خدم في نظام الأنفاق خلال العشر سنوات الماضية، وصف كيف تم بناؤها والمنطق وراءها، إلى جانب تصريحه بأن الأنفاق أصبحت النظام الرئيسي الذي أعدته المقاومة لمواجهة عسكرية مع “إسرائيل” (كنا نعلم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيدخل القطاع).
تحليل “هآرتس” لمشروع “أتلانتس”، كشف عن إخفاقات عديدة في التخطيط والتنفيذ، حيث لم يتم أخذ النصائح المهنية بعين الاعتبار، وتم تجاهل المخاطر المحتملة على الأسرى.