ا.د. جورج جبور.
لم يكن سهلاً وصول الجيش العربي السوري إلى أول آب 1945.
كانت المفاوضات بين سورية المستقلة وبين السلطة الفرنسية تعرف صعوداً وهبوطاً متلازمين مع ظروف كثيرة منها ما يختص بالوضع الفرنسي الداخلي.
فلما كانت وحشية فرنسا في اقتحام قواتها مبنى مجلس النواب أصبح للمفاوضات موعد انتهاء قريب.
بين الوحشية وبين تسلم الجيش شهران ويومان أو ثلاثة.
أول آب يوم هام في التاريخ السوري المعاصر. لا دولة دون جيش. بل الدولة هي الجيش. أليست مهمته صيانة مقومي الدولة الاساسيبن: الارض والشعب.؟
ومن عيد الجيش انتقل العمل لكي يكون لنا عيد جلاء ينتهي به وجود أي جندي أجنبي على أرض الوطن.
الجلاء عيدنا الوطني الكبير الذي نحتفي به.
ولدينا جيش يحمي الوطن. إلا ان شائبة شابت أواخر نيسان الجلاء كما في الذاكرة.
صدر تقرير من دول الهيمنة يفتح باب الهحرة اليهودية إلى فلسطين.
لا ريب أن في الجيش من تنبه، وإن في الدولة من تنبه، فكانت من دمشق دعوة إلى مشاورات عربية توجت بمؤتمر القمة العربية الأول في أيار 1946.
انتهت معركة الجلاء ولم تبدأ معركة البناء الداخلي كما كان أمل الكثيرين .
ليس لديك بناء داخلي إذا كانت أرض الوطن مهددة، والتهديد واضح على حدود الوطن الجنوبية غدة سرطانية صهيونية تنمو بسرعة يغذبها نص أعلن في 2 تشرين ثاني 1917 وأصبح قوة وحشية ضارية بعد ثلاثين سنة .
رأي الجيش الذي ولد من معركة بمواجهة فرنسا، رأى نفسه بمواجهة تهديد لعروبة فلسطين وما يجاورها.
المعركة مستمرة والدولة بجيشها قبل أية مؤسسة أخرى. هي مستمرة وساحاتها عديدة. من القضاء على الإرهاب إلى وحدة الوطن إلى البناء الداخلي على اسس سليمة. وأيضا ، حين ننظر فنرى ما جرى في الضاحية وفي طهران لا نملك إلا التطلع إلى جيشنا.
هنيئاً لك عيدك يا جيش سورية هنيئاً لنا بك ولتكن دائماً قوة حق منتصر .