الثورة- منهل إبراهيم:
يريد جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكبر عدد من سكان غزة سواءً عن طريق الصواريخ والقنابل أو عن طريق الجوع والمرض.
وتزامناً مع ما يشهده قطاع غزة من ارتفاع غير مسبوق في مستويات الجوع بسبب العدوان والحصار الإسرائيلي الشامل يشهد القطاع انتشاراً مخيفاً للأمراض والأوبئة التي تفتك بسكان القطاع في ظل غياب الرعاية الصحية تماماً، ما ينذر بموت عشرات الآف من سكان القطاع موتاً بطيئاً نتيجة المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة وخصوصاً عند الأطفال والنساء.
عديد من الوكالات الإنسانية حذرت وأكدت أنه يتم الإبلاغ عن 800 إلى ألف إصابة بالتهاب الكبد أسبوعياً من خلال مراكزها الصحية في القطاع.
ووفق وكالة “أونروا” فإن عدد المصابين بالتهاب الكبد المُبلغ عنهم في القطاع منذ بدء العدوان وصل إلى 40 ألف إصابة.
ويأتي إعلان الوكالة الدولية بعد إعلان وزارة الصحة في غزة منذ أيام القطاع بكامله موبوء بفيروس شلل الأطفال حيث أكدت الوزارة اكتشاف الفيروس المسبب لشلل الأطفال من نوع CVPV2 في مياه الصرف في محافظتي خانيونس والوسطى .
الاعلانات المتتالية تأتي في ظل تأكيدات لمنظمة الصحة العالمية في تقاريرها بأن أكثر من 150 ألف شخص في قطاع غزة مصابون بأمراض جلدية، بسبب الظروف غير الصحية التي يعيشها النازحون في الملاجئ والخيام.
وفي ظل ما يعيشه القطاع من وضع مروع نتيجة اكتظاظ مخيمات النازحين التي تؤوي مئات الآلاف من الفلسطينيين وانعدام المياه الصالحة للشرب وانهيار الصرف الصحي يظل انتشار الأمراض والأوبئة قائماً، ما قد يؤدي الى موت عشرات الآف من سكان غزة إذا لم يتم تدخل عاجل من المنظمات الدولية لإنقاذ الأهالي من الموت بأسرع وقت ممكن.
على الجانب الآخر يشهد القطاع ارتفاع غير مسبوق في مستويات الجوع حيث كشف مصدر مسؤول بالأمم المتحدة أنه “ربما يتم إعلان غزة منطقة مجاعة منكوبة بشكل رسمي خلال شهر أيلول المقبل”.
ووفق ما نقلته العديد من وسائل الإعلام عن مصدر رفيع بالأمم المتحدة فإن قطاع غزة وصل لأسوأ مستوى في تاريخه في مؤشرات الأمن الغذائي مع دخول الحرب شهرها العاشر على التوالي حيث قال المصدر الأممي ” إن الجوع في غزة تجاوز حالة الطوارئ والأزمة ووصل إلى الوضع الكارثي، ونحن نحذّر كثيرا من خطورة تفشي أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في القطاع، وفي ظل الظروف المأساوية جداً في غزة”.
وكانت الناطقة الرسمية باسم منظمة أوكسفام العالمية، أكدت أن “تفشي المجاعة الكاملة في قطاع غزة أمر مرعب ومخيف للغاية، فالمجاعة تبدأ بشكل تدريجي، وستكون تداعياتها خطيرة جداً، وعندما يصل الشخص أو المجتمع إلى حافة اللاعودة سوف تتزايد أعداد الوفيات بدرجة كبيرة”.
وأضافت بمقابلة صحفية: “نحن نسمع الآن عن حالات وفاة بسبب الجوع، وهناك ما يقل عن 30 حالة تم توثيقها بشكل رسمي إلى الآن، لكني أتوقع أن العدد أكبر من ذلك بكثير، وللأسف عندما تصل حالة المجاعة إلى درجة معينة سوف نجد أعداداً كبيرة تموت جوعاً يومياً بنسبة لا تقل ربما عن عدد الذين يموتون بسبب القصف والحرب المباشرة”.