الثورة- ترجمة ميساء وسوف
تعهد الرئيس الأمريكي بايدن- هذا إذا كان بايدن لا يزال يشغل منصب الرئيس ولا يزال يتخذ القرارات في البيت الأبيض- بدعم “إسرائيل” ضد أي أعمال انتقامية لسلسلة الاغتيالات الأخيرة في إيران ولبنان والتي أسفرت عن استشهاد إسماعيل هنية ومسؤول بارز في حزب الله .
وأكد بيان للبيت الأبيض أن بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي و”أكد التزامه بأمن “إسرائيل” ضد جميع التهديدات من إيران، بما في ذلك الجماعات التابعة لها في فلسطين ولبنان واليمن”، و”ناقش الجهود المبذولة لدعم دفاع “إسرائيل ” ضد التهديدات، بما في ذلك ضد الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، لتشمل عمليات نشر أسلحة عسكرية دفاعية أمريكية جديدة”.
ومن المثير للسخرية أن البيان يزعم أيضاً أن “الرئيس بايدن أكد على أهمية الجهود المستمرة لتهدئة التوترات الأوسع في المنطقة”.
نعم، لا شيء يؤكد أهمية تهدئة التوترات الأوسع نطاقاً في المنطقة مثل التعهد بتقديم الدعم العسكري غير المشروط للطرف الأكثر عدوانية في المنطقة بغض النظر عن مدى تهور وجنون عدوانه.
يأتي هذا البيان الصادر عن البيت الأبيض انعكاساً لتعليقات وزير الدفاع لويد أوستن قبل يوم واحد، والذي قال: “سوف نساعد بالتأكيد في الدفاع عن إسرائيل” في حال اندلعت حرب أوسع نتيجة لعمليات الاغتيال التي نفذتها مؤخراً في المنطقة.
إن كل هذه الثرثرة حول “الدفاع” عن “إسرائيل” تهدف إلى نقل الانطباع الخاطئ بأن” إسرائيل” كانت جالسة هناك فقط تهتم بشؤونها الخاصة، وأنها على وشك التعرض لهجمات غير مبررة من قبل المعتدين المعادين لها لسبب غير مفهوم. وكأن قيام “اسرائيل” بتنفيذ غارات جوية في عاصمتي دولتين لتحقيق اغتيالات سياسية لن يُنظَر إليه باعتباره عملاً حربياً متطرفاً يتطلب رداً عنيفاً من قبل كل الحكومات على هذا الكوكب.
في واقع الأمر، لا تتعهد الولايات المتحدة بالدفاع عن” إسرائيل”، بل تتعهد أيضاً بمساعدتها في مهاجمة دول أخرى. وإذا كنت تتعهد بتقديم الدعم غير المشروط لمعتدٍ شديد العدوانية بينما يرتكب أبشع أعمال العدوان التي يمكن تخيلها، فإن كل ما تفعله هو التغاضي عن هذه الأعمال العدوانية والتأكد من أنها لن تعاني من أي عواقب عندما ترتكب المزيد منها.
لقد أصبح موقف واشنطن أكثر عبثية بعد كل الصراخ الهستيري وتمزيق الملابس من قبل مؤسسة واشنطن في أعقاب محاولة اغتيال دونالد ترامب. لقد اغتالت “إسرائيل” زعيم المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية، وهو ليس قائداً عسكرياً، وكان المفاوض الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار بوساطة مع “إسرائيل”. كان هذا اغتيالًا سياسياً تماماً مثل محاولة ناجحة لاغتيال ترامب، ولكن ربما كان أكثر أهمية.
ومع ذلك، كان الرد الوحيد من واشنطن هو الإعلان عن أنها ستساعد” إسرائيل “على مواصلة سياسة حافة الهاوية الحارقة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إن وحوش المستنقع في واشنطن يتحدثون طوال الوقت عن رغبتهم في تعزيز “السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”، في حين يتعهدون في الوقت نفسه بالولاء والدعم لكيان مُحتل تشكل أفعاله عقبة أكبر أمام السلام والاستقرار في المنطقة من أي دولة أخرى، ولقد أصبحت هذه التناقضات أكثر وضوحاً أمام العالم أجمع.
المصدر- غلوبال ريسيرش