نضال بركات:
قرار إيران والمقاومة اللبنانية بالرد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف طهران والضاحية الجنوبية وأدى الى استشهاد القائد العسكري فؤاد شكر واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، سيكون كما أكدت قوى المقاومة “قويًا ومؤثرًا” ولن تنفع جميع المحاولات التي طالبت بها واشنطن عبر وسطاء عرب وأجانب أن يكون الرد خفيفا حتى إن طهران أبلغت دبلوماسيين أنها لا تهتم إذا أدى الرد ضد “إسرائيل” إلى اندلاع حرب كبرى , ليزيد ذلك من قلق واشنطن وتل أبيب من حالة الانتظار لمعرفة أسلوب الرد وهو ما أكده السيد حسن نصر الله في كلمته بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد فؤاد شكر، من أن حالة انتظار هي جزء من المعركة , وسيتم الرد ولكن بتأن وروية والانتظار الإسرائيلي هو جزء من العقاب, موضحا بأن المعركة القائمة تشكل فلسطين وقطاع غزة والضفة ميدانها المركزي وتضاف إليها جبهات الإسناد ليفرض ذلك نوعا من التشاؤم لدى الدول التي حاولت منع التصعيد.
وأكد مستشار قائد حرس الثورة الإسلامية والرئيس السابق لاستخبارات حرس الثورة حسين طالب أن العمليات التي تم التخطيط لها للانتقام لدماء هنية ستكون جديدة ومباغتة، ولا يمكن توقعها , ووفق قناة 13 العبرية فإنه لم يعد من الواضح في أيّ توقيت ستشنّ إيران هجماتها على “إسرائيل” وهناك تمويه تتعمّده إيران من خلال تحركاتها العسكرية، وبالتالي فإن واشنطن تجد صعوبة في تحديد موعد وطبيعة الرد الإيراني , ولهذا تحاول خفض التصعيد لإنقاذ ربيبتها “إسرائيل”, وهنا تكمن الغرابة في كيفية مسارعة الولايات المتحدة لخفض التصعيد ولا تردع وتوقف جرائم الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين.
بالتأكيد لن تقدم واشنطن على ردع “إسرائيل” لأنها شريكة بجرائم الإبادة ولا تفهم معنى الإنسانية لأنها بلا أخلاق وتعتمد سياسة الكذب والخداع كما كيانها المجرم “إسرائيل” الذي بات ضعيفا ولم يعد بتلك القوة السابقة , كما أكد السيد نصر الله من أن الدفاع الأميركي عن “إسرائيل” مؤشر على أنها لم تعد كما كانت من حيث القوة والهيبة وبات العدو في وضع صعب ويستعين بالولايات المتحدة ودول غربية لحمايته لأنه ليس قادراً على حماية نفسه, وفي محاولة منها لتشكيل تحالف للدفاع عن “إسرائيل” في وجه الرد الإيراني المتوقع أكدت واشنطن صعوبة ذلك , كما حدث في الرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق في نيسان الماضي , وبالتالي سارعت الولايات المتحدة إلى حشد قواتها في المنطقة لحماية “إسرائيل” ونشرت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط ,وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لصحيفة “واشنطن بوست”، بتمركز مدمرات أميركية في منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندي من مشاة البحرية والبحارة.
ووفقا للتقرير الذي نشرته الصحيفة، فقد أعادت الولايات المتحدة توجيه عدد من السفن الحربية المتمركزة في البحر الأحمر، إلى الخليج والبحر المتوسط، وبحسب بيان للبنتاغون، فإن الولايات المتحدة قررت إرسال أسراب مقاتلات إضافية إلى الشرق الأوسط، كما رفع الجيش الأميركي درجة الاستعداد لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية , وفي مقابل ذلك سارعت موسكو لتأكيد دعمها لإيران لمواجهة التصعيد الإسرائيلي والأمريكي, وبدأت تسليم إيران أجهزة رادار وأنظمة دفاع جوي متقدمة ولم تكن زيارة سيرغي شويغو أمين مجلس الأمن الروسي إلى إيران إلا لتأكيد هذا الدعم , وبعد نهاية زيارته لطهران توجه شويغو إلى العاصمة الأذربيجانية باكو لتحذيرها من التدخل ومساعدة “إسرائيل” في حال اندلعت المعركة وتوسعت إلى حرب إقليمية بعد الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على طهران.
الأوضاع لم تعد كما كانت وطريقة الرد وتوقيته مجهول لدى واشنطن وتل أبيب وحالة الانتظار تزيد التوتر والفوضى في الداخل الإسرائيلي إضافة إلى الشلل الاقتصادي وتوقف المصانع عن العمل ومغادرة رؤوس الأموال والاستثمارات “إسرائيل” ولهذا كان السيد حسن نصر الله واضحا في كلمته حول حالة القلق لدى الإسرائيليين وتأكيده أن ما يملك العدو من مقدّرات في الشمال يمكن استهدافها في أقل من نصف ساعة وهذا ما يؤكد على قوة محور المقاومة في أي مواجهة مقبلة.