الثورة – دمشق – ميساء الجردي:
بهدف مناقشة الموضوعات الحديثة والتحديات التي تواجه المهنة، نظمت مؤسسة إدارة الموارد البشرية فعالية “الطاولة المستديرة” الدورية لمناقشة موضوع “إدارة الموارد البشرية المبنية على المهمة وليس الوقت”.
تمحور النقاش الذي شارك فيه نحو 150 شخصاً من بينهم مديرو موارد بشرية وعاملون في المجال، وأصحاب شركات حول النهج الإداري الذي يعتمد على الأهداف والمهام المحددة في أماكن العمل بدلاً من قياس الإنتاجية بناء على عدد الساعات التي يقضيها الموظفون فيها.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة إدارة الموارد البشرية الدكتور منير عباس بيَّن أن المؤسسة ومنذ 17 عاماً تقوم وبشكل دوري بندوة الطاولة المستديرة وتناقش من خلالها مواضيع ساخنة تتعلق بالموارد البشرية، منوها بأن هذه الندوة تشكل موضوع الساعة وخاصة بعد تجربة العمل عن بُعد التي عاشها العالم خلال جائحة كورونا، حيث تبين أن العمل الافتراضي والعمل عن بُعد أصبح بيئة عمل متكاملة والناس التي عادت إلى عملها بعد انقطاع افتراضي لم تعد راغبة للعمل بساعات زمنية طويلة وخاصة أن هناك وظائف ومهام تبين أنه يمكن إنجازها خارج بيئة العمل الكبيرة.
وتحدث الدكتور عباس حول إيجابيات هذا النهج الجديد في العمل وسلبياته وما هي أدوات الرقابة لهذا النوع من العمل، وكيف أصبح بإمكان الكثير من الأشخاص إنجاز أعمالهم بشكل حر وإدارتها وهم بدول ثانية غير الدول التي يتواجدون فيها فيزيائيا.
مشيراً إلى أنهم كمؤسسة إدارة موارد بشرية يعملون على لحظ الترندات الجديدة وخاصة أن سنين الحرب أثرت كثيراً على نوعية العمل وطبيعته، وأن هناك أعمالاُ يمكن إنجازها حسب المهمة وتكون الأجور بحسب العمل، وهذا لا يعني أن هناك اختصاراً للزمن، وإنما تحفيز للوصول إلى أفضل النتائج في إدارة المهام.
من جانبه بيَّن المدير التنفيذي لشركة “مبرمجون” رياض خليل أنهم كشركة برمجة يهمهم موضوع الموارد البشرية “استقطاب أو استدامة” وأن وجودهم بندوة الطاولة المستديرة هو للتعرف على موضوع ضبط الإنتاج وآلية التعامل مع الموظفين وفقاً لإدارة الوقت وتناسب ذلك مع المهام والأجور وهذا مفيد في القطاعين العام والخاص.
وتحدثت المسؤول الإعلامي لمؤسسة الموارد البشرية ليلى النجار عن أهمية الفعالية في استقطاب الفئة المهتمة بالموارد البشرية من مدراء موارد بشرية والأشخاص الراغبين بالعمل في هذا الجانب، وخاصة أن الندوة تسلط الضوء على ترند جديد في سوق العمل يتعلق بقياسه بناء على المهام والنتائج وليس على الوقت. مشيرة إلى أهمية الفكرة في توفير الوقت وإمكانية الشخص القيام بأكثر من عمل وهو ليس عبد لدى شركة أو جهة معينة ويمكن له أن يعيش حياته بعيداُ عن ثماني أو عشر ساعات في مكان العمل يحتاج منه ساعتين لإنجازه.
وبينت المتطوعة في المؤسسة بيان قضماني ضرورة أن تكون إدارة الموارد البشرية مبنية على المهمة وليس الوقت وهي فكرة جديدة تواكب التقدم العلمي المتسارع.
وناقش المشاركون خلال الطاولة المستديرة ثلاث فقرات تتعلق بإيجابيات هذا النهج وسلبياته والمهن المناسبة له وقابلية التطبيق والصعوبات المحتملة.
تجدر الإشارة أن مؤسسة الموارد البشرية هي مؤسسة غير ربحية وغير حكومية تأسست عام 2007 من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتهدف إلى نشر ثقافة إدارة الموارد البشرية في كل من القطاع العام والخاص.