“أنتي وور”: الحرب الإسرائيلية تتسبب بكارثة بيئية في غزة

الثورة – ترجمة ختام أحمد:

تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة بكارثة بيئية تهدد صحة الفلسطينيين على المدى القريب والبعيد، بحسب خبراء وتقارير حديثة.
أدت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة إلى إجبار أكثر من 85 بالمئة من سكان غزة على ترك منازلهم، وترك العديد منهم في ملاجئ مؤقتة وسط أكوام متزايدة من القمامة والحطام.
تواجه السلطات المحلية صعوبة في إدارة عملية جمع النفايات بسبب نقص الوقود والبنية التحتية المتضررة.
وقد سلطت المنظمات التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المجموعات الدولية الضوء مراراً وتكراراً على هذه القضية، ولكن لم يتم فعل الكثير لتحسين الظروف المروعة في غزة.
يرسم تقرير صدر مؤخراً عن منظمة “باكس من أجل السلام” الهولندية، بعنوان “الحرب والقمامة في غزة”، صورة قاتمة لأزمة إدارة النفايات في الأراضي الفلسطينية.
وذكر التقرير أن هناك ما لا يقل عن 225 موقعاً لجمع النفايات بأحجام مختلفة تنتشر في قطاع غزة، لكن العمليات العسكرية الإسرائيلية ألحقت أضراراً بمركبات الجمع ومنعت الوصول إلى مناطق التخلص من النفايات.
وتكون النتيجة تراكم مئات الآلاف من الأطنان من النفايات الصلبة في الشوارع والحقول.
وحذر التقرير من أن هذا يشكل “تهديداً صامتاً” للفلسطينيين النازحين، مشيراً إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانهيار البنية التحتية الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، ونقص الرعاية الطبية كعوامل مركبة.
“في حين تم بث تأثيرات الحرب على البنية التحتية الصحية في غزة على نطاق واسع، فشلت العدسات في التقاط الوضع المتدهور خارج المستشفيات المتبقية في المنطقة. وفي غياب آليات التخلص المناسبة، يتم التخلص من المنتجات الطبية في العراء. وعندما تتم معالجتها بشكل غير صحيح، يمكن أن تطلق هذه النفايات مواد كيميائية ومواد مشعة في الأرض أو المياه الجوفية، ما يؤدي إلى انتشار أمراض مثل التهاب الكبد B و C،” كما جاء في تقرير منظمة باكس من أجل السلام.
وأكد التقرير أن المياه الملوثة والتربة تهدد أيضاً بالدخول إلى سلسلة الغذاء من خلال الأنشطة الزراعية، ما قد يؤثر على النظم البيئية والسكان بعيداً عن حدود غزة.
في ظل كمية النفايات التي ينتجها قطاع غزة، فإن حماية سكان غزة من الأوبئة واستعادة البيئة المتدهورة يشكل تحدياً طويلاً وصعباً.
ويقول سيف كيليك من جامعة موغلاسيتكي كوتشمان في تركيا إن هذا يشكل جزءاً من سياسة إسرائيلية راسخة تهدف إلى جعل الأراضي الفلسطينية غير صالحة للسكن، ويستشهد بالقوانين الدولية التي تحظر استخدام تقنيات تعديل البيئة في الحرب، ما يشير إلى أن الاستخدام المكثف للأسلحة التقليدية من جانب “إسرائيل” يهدف إلى جعل غزة غير صالحة للسكن.
وقال: “لقد واجهت غزة على الدوام مشاكل كبيرة في مجال إمدادات المياه والتخلص من النفايات الصلبة والسائلة بسبب الافتقار إلى السلطة الكاملة والحصار الإسرائيلي وأسباب أخرى. لكن هذا الاحتلال القاسي جعل الأمر أكثر صعوبة. وهذا هو الهدف الأساسي لإسرائيل”.
ويحذر كيليك من أن الضرر البيئي قد يخلف عواقب دائمة، مضيفاً أن النفايات غير المعالجة وحطام البناء قد يؤديان إلى تفشي الملاريا والكوليرا والتيفوئيد والتيفوس. ويرى كيليك أن هذا يشكل جزءاً من الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية لمنع الفلسطينيين من العيش في غزة. ويشير كيليك أيضاً إلى تاريخ “إسرائيل” في إتلاف الأراضي الزراعية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وأضاف أن “إسرائيل تهدف إلى تحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مناطق غير صالحة للزراعة”.
وكانت الجهود المبذولة لمعالجة مشكلة إدارة النفايات في غزة قائمة قبل الحرب الحالية، ولكن القيود الإسرائيلية تعني إطلاق معظم مياه الصرف الصحي دون معالجة في البحر أو التربة.
والآن، مع وجود ملايين الأشخاص النازحين باستمرار والذين يعيشون في الخيام، يعتقد كيليك أن تنظيم أي عملية لإدارة النفايات يكاد يكون مستحيلاً.
“إن كل هذا نتيجة لسياسات تهدف إلى الإبادة الجماعية. ومن المفيد أن ننظر إلى كل هذا باعتباره نتيجة لسياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل”.
في تجاهل واضح لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، واجهت “إسرائيل” إدانة دولية وسط هجومها الوحشي المستمر على غزة.
وتخوض “إسرائيل”، التي تخضع للمحاكمة حالياً أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، حرباً مدمرة على غزة منذ السابع من تشرين الأول.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل 39,677 فلسطينياً وجُرح 91,645 آخرين في الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 تشرين الأول.

علاوة على ذلك، لا يزال هناك ما لا يقل عن 11 ألف شخص في عداد المفقودين، ويفترض أنهم لقوا حتفهم تحت أنقاض منازلهم في مختلف أنحاء القطاع.
وتقول منظمات فلسطينية ودولية إن أغلب القتلى والجرحى هم من النساء والأطفال.
فقد أدت الحرب الإسرائيلية إلى مجاعة حادة، خاصة في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى وفاة العديد من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال.
وأدى العدوان الإسرائيلي أيضاً إلى النزوح القسري لنحو مليوني شخص من جميع أنحاء قطاع غزة، حيث أُجبر الغالبية العظمى من النازحين على النزوح إلى مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان بالقرب من الحدود مع مصر – فيما أصبح أكبر نزوح جماعي في فلسطين منذ نكبة عام 1948.
وفي وقت لاحق من الحرب، بدأ مئات الآلاف من الفلسطينيين في الانتقال من جنوب غزة إلى وسطها بحثاً دائماً عن الأمان.
المصدر – أنتي وور

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا