أكثر من ٦٠ طفل داون تلقوا فحصاً عينياً شاملاً بمستشفى دمشق.. الدكتورة شموط لـ “الثورة”: توفير رعاية طبية متخصصة لأطفال متلازمة الحب
الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
أطفال متلازمة داون كباقي الأطفال يمتلكون اهتمامات واحتياجات فردية، وقد تختلف تفضيلاتهم باختلاف الشخصية والاهتمامات الشخصية.. ومع ذلك هناك بعض الأنشطة والأشياء التي قد نجدها عادة تلقى استحساناً وتروق لأطفال متلازمة داون وتجعلهم يستمتعون ويشعرون بالسعادة مثل الرياضة والفن والموسيقا.
وأصبح التعايش مع متلازمة داون في السنوات الأخيرة يحظى بفرص أفضل مما سبق، ويعتبر الاهتمام بالأطفال المصابين بمتلازمة داون أمراً حيوياً لتحسين جودة حياتهم وتعزيز تطورهم.. ويوصى بتوفير الرعاية الطبية المناسبة لهؤلاء الأطفال، ويُعزَز فحصهم الطبي الدوري والاهتمام بالتحصيل الصحي لهم بمعالجة القضايا الصحية المحتملة المرتبطة بهذا الاضطراب.
في ضوء الاهتمام الطبي لأطفال متلازمة داون وما قدمته لهم الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” من خدمات الفحص العيني الشامل خلال الحملة التطوعية لفحص الأمراض العينية لهم كان لـ “الثورة” اللقاء مع رئيس شعبة أمراض العين وجراحتها في الهيئة الدكتورة فاديا شموط.
والتي لفتت إلى أن التعامل مع مرضى متلازمة داون يتطلب فهماً ودعماً متخصصاً للتعامل مع احتياجاتهم الخاصة وتوفير بيئة داعمة ومحببة، موضحة أنه بدأت الفكرة بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون أو “متلازمة الحب” كما أطلقت عليها السيدة الأولى أسماء الأسد.. وكان تزامنا مع عيد الأم.
وبينت الدكتورة شموط أنه تم الإعلان عن حملة تطوعية للفحص العيني لمرضى داون والكشف المبكر عن الأمراض العينية ولاسيما القرنية المخروطية.. وبدأت الحملة في الشعبة العينية بمستشفى دمشق بتاريخ ٢١ آذار، وتم التواصل مع الجمعيات والمؤسسات الراعية لمرضى داون من أجل قبول أطفال داون لإجراء جميع الفحوصات العينية والجهازية المرافقة للأمراض العينية.
وأوضحت أنه تم إجراء فحص القدرة البصرية، وفحص أسواء الانكسار، وفحص أوساط العينين الأمامية والخلفية، وتصوير القرنية الطبوغرافي، وإجراء تصحيح أسواء الانكسار بالنظارة، وفحص الشبكية بعد توسيع الحدقة.
كما تم إجراء فحوصات جهازية تتضمن: تحليل الغدة الدرقية، فحص وتخطيط القلب، التطور الروحي الحركي، والبحث عن أي تشوهات مرافقة، منوهة بأنه تم توثيق ما تم عمله لكل طفل بلمف خاص بكل طفل.
ونوهت بأن الحملة دامت شهرين ونصف.. حتى يتسنى فحص أكبر عدد من أطفال متلازمة داون، علماً أن الحملة شملت ما لا يقل عن ٦٠ طفل داون تتراوح أعمارهم بين ٥ سنوات و١٥ سنة ذكوراً وإناثاً.
وأشارت الدكتورة شموط إلى أنه كان يتم أثناء الحملة اطلاع أهل الطفل عن حالته بالتفصيل وإعطائهم المقترحات اللازمة من أجل الحصول على صحة عيون طفلهم.
وأكدت أنه كان نتيجة الحملة الحصول على عدة نتائج مهمة من خلال وجود حالات عدة من مرضى القرنية المخروطية التي تحتاج علاج ومتابعة حثيثة حتى نتجنب فقدان البصر، وجود حالات عدة للساد (الماء الأبيض) لدى المرضى وتوصيات لإجراء العملية بالوقت المناسب، وأنه معظم الأطفال أجري لهم سابقاً إزالة اللوزتين، وكان هناك جود حالات من قصور الدرق بنسبة مهمة ومعظمهم مضبوطين دوائياً، وحالات قليلة من الإصابات القلبية، وحالتين أجري لهما سابقاً عملية زرع قرنية، وثلاث حالات أجري لهم زرع عدسات.
وسلطت الضوء على أنه ومن أجل الحصول على تعاون من الأطفال تجاه الفحص الطبي تم توزيع الهدايا الرمزية لكسب الود وإدخال السرور لقلوبهم الصافية.
ونوهت الدكتورة شموط بأهمية فحص النظر لمرضى متلازمة داون في عمر 6 أشهر، ثم كل عام حتى سن 5 سنوات، وكل سنتين من سن 5 إلى 13 سنة، وكل 3 سنوات من سن 13 إلى 21 سنة، وينبغي أن يجرى للطفل ذي متلازمة داون أول فحص للعين من قبل متخصص في العيون من ذوي الخبرة في المرضى الذين يعانون من إعاقة خاصة (على سبيل المثال، طبيب عيون الأطفال)، وذلك قبل عمر الستة أشهر، بعد ذلك، وحتى إذا لم يكن لدى الأطفال ذوي متلازمة داون أي أعراض، ينبغي أن يزوروا متخصصاً بالعيون كل سنة أو سنتين.
ولفتت إلى أهمية توفير رعاية طبية متخصصة بمتلازمة داون ومضاعفاتها المحتملة، والعمل على إيجاد بيئة مناسبة وداعمة للطفل لتشجيع مهاراتهم ومواهبهم، إذ وعلى الرغم من تأخر النمو لدى مرضى داون إلا أن كثيرا منهم يمتلك مواهب مميزة، كما أن توفير خدمات التدخل المبكر بعد فترة قصيرة من الولادة، لتدريب طفل داون على مهارات الحياة.
وكذلك يحتاج الأطفال المصابون بمتلازمة داون إلى دعم عاطفي قوي من أفراد الأسرة والمحيطين بهم، وينصح الخبراء بتوفير بيئة محفزة ومحببة للطفل وتشجيع التواصل العاطفي معهم، وذلك يمكن أن يعزز من ثقتهم بالنفس ويساعدهم في تحقيق إمكاناتهم الشخصية، كما أنه يساهم التواصل مع الأطفال المصابين بمتلازمة داون في تعزيز مهاراتهم الاجتماعية وتطوير قدراتهم الاجتماعية، يُشجَّع على
دمجهم في المجتمع وتقديم الفرص للتفاعل مع أقرانهم، مما يعزز من روح التعاون والتفاهم لديهم.