الثورة – شيرين الغاشي:
من قال إن المعجزات لا تحدث في ملاعب الكرة؟! من قال إن الكبار فقط هم من يصنعون المجد؟! في إنكلترا.. حيث لا مكان للضعفاء، كتب كريستال بالاس فصلاً جديداً من أسطورته الصاعدة، وأثبت أن الإصرار لا يعرف المستحيل! قبل أشهر فقط، دوّن اسمه بين الكبار عندما أطاح مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد، وتوّج بأول لقب في تاريخه. واليوم يعود ليقهر ليفربول ويخطف كأس الدرع الخيرية، بعدما قلب الطاولة مرتين، وتعادل بشجاعة، ثم أنهى الحكاية بركلات الترجيح، حيث تألق الحارس دين هندرسون بصداته الرائعة، في ليلة ساحرة على ملعب ويمبلي؛ كسر فيها بالاس كل التوقعات، وصنع المجد بعزة الروح وقوة الإيمان، بالوقت ذاته أكّد المدرب النمساوي أوليفر غلاسنر أن الفريق بحاجة إلى صفقات جديدة إذا ما أراد الحفاظ على هذا المستوى، خاصة في ظل المشاركة الأوروبية المنتظرة. وقال: “حققنا إنجازاً مهماً، لكن علينا أن نواصل البناء، ولا نكتفي بما تحقق”.
انتقالات أقلّ من الطموح
لم يُبرم النادي صفقات كبيرة حتى الآن، واقتصرت عملياته على اثنتين: الأولى ضم الكرواتي الدولي بورنا سوسا (27) عاماً، الظهير الأيسر من فريق أجاكس أمستردام الهولندي لمدة ثلاث سنوات، حيث تبلغ قيمة الصفقة حوالي أربعة ملايين يورو.
والثانية التعاقد مع الحارس الأرجنتيني والتر بينيتيز (32) عاماً، قادماً من آيندهوفن في صفقة انتقال حر لمدة ثلاث سنوات.
المغادرون وتحديات جديدة
مع ذلك، يبدو أن كريستال بالاس على وشك مواجهة تحديات جديدة، فهناك أنباء تتعلق بنجم الفريق إيبيريتشي إيزي، الذي يجذب اهتمام نادي توتنهام لتعويض غياب جيمس ماديسون، حيث يُشاع أنّ إيزي، الذي لديه شرط جزائي يقدر ( 68) مليون جنيه إسترليني، أبلغ ناديه برغبته في الانتقال إلى توتنهام للعب في دوري الأبطال، وفي سياق متصل، أعرب رئيس النادي، ستيف باريش، عن إمكانية بيع المدافع مارك جويهي، مما يفتح الباب أمام نادي ليفربول للتعاقد معه.
وفي مواجهة التحديات، فقد هاجم كريستال بالاس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، بشدة، عقب استبعاده من المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي. وجاء قرار اليويفا بسبب روابط الملكية المشتركة مع نادي ليون الفرنسي، من خلال رجل الأعمال الأميركي جون تكستور، حيث تعارضت حصة جون تكستور، البالغة (43 %) في نادي كريستال بالاس، رغم محدودية تأثيره في قرارات النادي، مع لوائح يويفا الخاصة بملكية عدة أندية، وذلك نظراً لامتلاكه الكامل لنادي ليون الفرنسي، وأكد النادي أن الجدارة الرياضية أصبحت بلا معنى، وأن بعض الأندية والمنظمات والأفراد يتمتعون بنفوذ وامتيازات فريدة، وأشار النادي إلى أن هذا التأثير المتزايد حطم آمال وأحلام جماهير كريستال بالاس.
بعد الفوز التاريخي في الدرع الخيرية والانتقالات الصيفية الهادئة، يستعد كريستال بالاس لموسم (2025-2026) بطموحات كبيرة وتحديات جديدة؛ كريستال بالاس دخل التاريخ من أوسع أبوابه هذا الموسم؛ فوزان كبيران، أداء مميز، ومدرب أثبت كفاءته، ويحتاج أن يواصل المشوار بنفس العزيمة.
الآن، التحدي الأكبر هو الحفاظ على هذا النجاح، ومنع تراجع أو تفكّك الفريق؛ فهل يستمر الحلم والأمل؟ أم إنّ الإنجاز كان مجرد محطة عابرة؟ الإجابة برسم الأيام القادمة.